بسام أبو عبد الله لـ"تسنيم": تحرير خان شيخون سيشكل ضغطاً كبيراً على تركيا

بسام أبو عبد الله لـ"تسنیم": تحریر خان شیخون سیشکل ضغطاً کبیراً على ترکیا

أكد الاكاديمي والباحث في الشؤون الدولية الدكتور بسام أبو عبدالله، ان تحرير خان شيخون سيشكل ضغطاً كبيراً على تركيا.

وفي حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء أشار الدكتور بسام أبو عبدالله إلى ان إنهاء واقع خان شيخون و تحريرها من الإرهابيين سيكون له تداعيات بما يتعلق بالمراحل اللاحقة وسيشكل ضغطاً كبيراً على تركيا من أجل تلبية متطلبات اتفاق سوتشي.

وأوضح الخبير الاستراتيجي ومدير مركز دمشق للأبحاث  أن الجماعات الارهابية في ادلب لا إمكانية ولا أفق لها سياسيا وليست جماعات تطالب بشيء سياسي بل هي جماعات اقصائية وهي ذات فكر تكفيري.

واضاف، لا إمكانية للتفاوض معها سياسياً وليس لديها برنامج سياسي وهذا الأمر كان واضحا من خلال رفض زعيم جبهة النصرة الإرهابية أبو محمد الجولاني مباشرة ما اتفق عليه في آستانة.

وفي ما يلي نص الحوار مع الدكتور بسام أبو عبدالله:

تسنيم: ماهي الأهمية الاستراتيجية لمدينة خان شيخون بعد السيطرة عليها من قبل الجيش العربي السوري وهل هذه العمليات ستؤدي إلى القضاء على الإرهابيين في إدلب وتهيئ الأرضية من أجل أن يستعيد الجيش العربي السوري إدلب؟

بسام ابو عبدالله: ان مدينة خان شيخون وعندما تنظر إلى الخريطة هي تشكل نقطة تقاطع مهمة لفتح طريق حلب-دمشق وأيضا حلب اللاذقية المعروفة بـ M5وm4 وهي الطرق التي جري الاتفاق عليها منذ اتفاق سوتشي أيلول 2018 بين الرئيسين التركي والروسي والأتراك لم ينفذوا ولم يلتزموا طيلة مدة عام بهذا الاتفاق وبمضمونه وهو ما أدى بعد لقاءات آستانة الأخيرة إلى البدء بعمليات عسكرية واسعة من أجل أولا الضغط على الاتراك وإنهاء حالة المراوحة والكذب الذي كان يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولذلك فإن إنهاء واقع خان شيخون و تحريرها من الإرهابيين سيكون له تداعيات بما يتعلق بالمراحل اللاحقة وسيشكل ضغطا كبيرا على تركيا من أجل تلبية متطلبات اتفاق سوتشي وأيضاً إنهاء ووقف دعمها للإرهابيين خاصة أن دمشق سبق أن عبرت بشكل واضح على لسان وزير خارجيتها ومن بكين خلال زيارته لها بأن انسحاب جيش الاحتلال التركي ووقف دعم الإرهابيين سيؤدي لاحقا إلى تطبيع العلاقات مع أنقرة وبالتالي فإن حالة المراوحة في المكان تُنهى من خلال العمليات العسكرية التي بالتأكيد ستضغط على الإرهابيين الذين كانوا يستهدفون بشكل يومي المناطق المدنية السورية مثل محردة في ريف حماة ما يؤدي الى وقوع ضحايا مدنيين بشكل دائم بالإضافة إلى استهداف قاعدة حميميم العسكرية الروسية وهو أمر لم يكن بالإمكان تحمله لفترة طويلة ولهذا جاء التعاطي المباشر بعد انتهاء جولة آستانة الأخيرة من خلال العمل العسكري. واضح تماما ان هذه الجماعات الإرهابية لا إمكانية لإيجاد حلول لها خاصة أنها جماعات إرهابية مصنفة دولياً ولا بد من إنهاء واقعها بشكل نهائي.

ولذلك أنا اعتقد أن هذه العمليات العسكرية ستجري على مراحل كما هو واضح الان قد يكون خان شيخون لا ندري الأن كيف ستكون الخطط العسكرية اللاحقة لأن هذا يحتاج إلى اتفاق بين الحلفاء يعني الروس والسوريين وأيضا الأصدقاء الإيرانيين فيما يتعلق بهذا الشأن.

تسنيم: هل شارك الروس في عمليات تحرير خان شيخون أو دعموا الجيش العربي السوري عبر قواتهم الجوية أم أن العمليات كانت فقط من قبل الجيش العربي السوري؟

بسام ابو عبدالله: هناك دعم جوي روسي مباشر أولا لان موسكو تنظر لهذه الجماعات على أنها إرهابية وهذا الموقف السياسي كان واضحا جدا للروسي في أكثر من مفصل وفي أكثر من مكان كانت موسكو تعول على إمكانية التوصل الى تسويات مع الاتراك هذا اخذ وقتا طويلا، ثم ثبت حقيقة أن هذه الخيارات ليست واقعية والأتراك بقوا يناورون وهذا ما أدى إلى الانتقال إلى مرحلة الضغط بالقوة العسكرية لإنهاء وجود هذه الجماعات الإرهابية.

قلنا أكثر من مرة ان هذه الجماعات الإرهابية ليست من مصلحة لا موسكو ولا طهران ولا دمشق باعتبار ان هذه الجماعات لا إمكانية ولا أفق لها وليست جماعات تطالب بشيء سياسي هي جماعات اقصائية وهي ذات فكر تكفيري وبالتالي لا إمكانية للتفاوض معها سياسياً وليس لديها برنامج سياسي أصلا وهذا الامر كان واضحا من خلال رفض زعيم جبهة النصرة الإرهابية أبو محمد الجولاني مباشرة ما اتفق عليه في استانة.

تسنيم: مصدر في الخارجية السورية قال إن آليات تركية محملة بالذخائر تدخل باتجاه بلدة خان شيخون لنجدة إرهابيي النصرة، بناء على هذا لماذا تصر تركيا على دعم الإرهاب في سورية وخاصة في الشمال أو المناطق التي لاتزال تحت سيطرة المسلحين، لماذا لا تفكر الدولة التركية ببناء علاقات مع الحكومة السورية التي ثبت أنها باقية في الحكم ولا تزال تراهن تركيا على دور الجماعات المسلحة في سورية؟

بسام ابو عبدالله: هذا عقم سياسي لدى الأتراك ولدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لم يفهم ولم يدرك حتى الأن أن الاعتماد على هذه الجماعات لن يفيده بشيء ولن يحقق له استقرارا داخلياً ولن يفيده اقتصاديا ولن يحقق رؤية مستقبلية بواقع تركيا في المنطقة ودورها على الصعيد الإقليمي ولهذا فإن استمرار دعم الإرهابيين لن يتوقف، ولكن هذه الهزائم التي تلحق بهم كانت واضحة وسوف تستمر ولا يمكن لدولة محترمة حضارية ان تدعم جماعات إرهابية مثل هذه الجماعات التي تقاتل في محافظة إدلب.

لذلك عدم لجوء تركيا الى هذا الامر سيجبرها لاحقا نتيجة خسائرها وانكشاف خططها وضعف الخطاب السياسي التركي الذي لا يوجد له تبرير، إضافة إلى تغير الواقع الداخلي في تركيا والرأي العام التركي والأحزاب السياسية التي بدأت تؤكد على عقم هذه السياسة الخارجية طيلة سنوات المشكلة في الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يجد نفسه أن خسارة الإرهاب هي خسارة له باعتبار أنه كان حاملا ايديولوجياً لهذه الجماعات وكان يعتقد بأنها يمكن أن تحقق له بعض الأهداف السياسية وخاصة أنه يطمح إلى تحقيق نفوذ سياسي وديموغرافي في هذه المنطقة في شمال سوريا كما يعتقد ليكون له يد معينة في مستقبل سوريا السياسي وهذا كله فشل.

حوار / سعيد شاوردي

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة