ناشطة سعودية في مجال حقوق الإنسان لـ "تسنيم": حقوق الانسان في السعودية في أسوء مراحلها

ناشطة سعودیة فی مجال حقوق الإنسان لـ "تسنیم": حقوق الانسان فی السعودیة فی أسوء مراحلها

أكدت الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان الدكتورة حصة الماضي، ان السلطة السعودية لا تدع أي انتهاك الا وقد مارسته على الشعب، وقالت، ان وعي الشباب هو من سوف يغير الواقع المر الذي تعيشه البلاد.

وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قالت الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان الدكتورة حصة الماضي، ان حالة حقوق الانسان في المجتمع السعودي حاليا هي في اسوء مراحلها، موضحة أن السلطة السعودية قمعية واستبدادية في استلائها على بلاد الحرمين ولم تكن سلطة ديمقراطية، بل كانت سلطة قمعية وتزداد مع تقدم السنوات وتزداد الانتهاكات لحقوق الانسان ويزداد القمع والاستبداد وفي هذا العهد الذي يسمى العهد السلماني وصلت انتهاكات حقوق الانسان إلى أعلى مستوياتها.

وأوضحت الماضي أن السلطة السعودية لا تدع أي انتهاك الا وقد مارسته على الشعب منذ عدة عقود والسلطة السعودية تزداد قمعاً عما قبل لأنها لم تجد من يكبح جماحها ولعل ابرز ما حصل من انتهاكات وما حصل في هذا العهد (العهد السلماني)، ما وقع للناشطات من تحرش و صعق بالكهرباء والتهديد بالاغتصاب والقتل كما فعل سعود القحطاني، وكذلك ما حصل مع نشطاء اخرون من إخفاء قسري ولعل من ابرزهم الشيخ سليمان الدويش وتركي الجاسر وعبد الرحمن السبحان والصحفي مروان مريسي، وأيضا مطالبة المدعي العام بعقوبة الإعدام بحق عدد من الذين شاركوا في النشاط السلمي.

وأضافت الماضي، قد لاحظنا سابقا أن الأخت إسراء الغمغام حيث طالب المدعي العام بإعدامها مع إنها فقط شاركت يوم الجمعة معنا ومنهم زوجها اذ طالب بالإعدام للمجموعة وهم خمسة اشخاص قد شاركوا في مظاهرة وكانوا ينددون بالسلطات السعودية لكن مع الضغط وتصعيد مطالبة إعدام إسراء الغمغام تم التراجع عنها والبقية ننتظر- بإذن الله- ان يتم التراجع عنهم.

وتابعت الناشطة السعودية في مجال حقوق الانسان، لجأت السلطات السعودية في الفترة الأخيرة بالزّج بالعديد من الدعاة في السجون، قد يكون ذلك بسبب ان محمد بن سلمان كان ينوي ان يصل الى السلطة ويريد ان يرضى عنه الغرب، يريد ان ترضى عنه الدول الغربية، فكان يريد ان يبدأ بالانفتاح السريع في المجتمع السعودي كما نرى الآن إقامة الحفلات المبالغ فيها عن طريق ما يسمى بهيئة الترفيه، فلعل خوفه من هؤلاء العلماء أن ينتقدوه أو يثيرون الشعب عليه، كان هو السبب وراء اعتقالهم لأنه حصلت اعتقالات كثيرة واسكتت افواه كثيرة أيضا.

ونوهت الماضي الى ان بعض المنظمات الدولية تحاول ممارسة ضغوط كثيرة وتكتب للأمم المتحدة ولمجلس حقوق الانسان عن الانتهاكات التي تحصل في السعودية لكن الى الان لم تتجاوب السلطات السعودية معهم وقد طلبت العديد من المنظمات بإرسال وفود تزور المعتقلات في السجون السعودية وتطلع على الانتهاكات التي تحصل لكن لم يصل الرد من السلطات السعودية ولم تتجاوب معهم.

وأشارت الى ان الشاب السعودي مغلوب على امره وقد زرعت السلطات السعودية فيه الخوف نتيجة هذه الانتهاكات الشديدة وبالقمع فمن يبدأ يتكلم أو ينتقد أو يوجه رسالة الى الملك حتى لو كانت فقط رسالة تذكير أو طلب منه ان يغير امراً ما أو ان يجتنب امراً ما ستعتقله السلطات السعودية مباشرة بطريقة مهينة جدا وتخفيه وثم يتعرض لانتهاكات شديدة، لذلك ان الشعب السعودي مغلوب على امره والغالب من هذا الشعب يرجح الصمت لكن غالبيتهم لا يقتنعون بهذه الاسرة الحاكمة ولا يقتنعون بالنظام الملكي، لعله من الملاحظ في هذه الفترة خلال السنوات الأخيرة بأن الوعي ازداد خاصة لدى الشباب من كلا الجنسين، حيث بدؤوا يطالبون بالمشاركة السياسية وبدأ هؤلاء الشباب يعون حقوقهم ويتأكدون أنها منتهكة جدا ومحرومون من ابسط الحقوق وعندما يصلهم الفتات من هذه الحقوق تعتبر مكرمة من الملك ويحصد بها منة مع العلم بأن هذه الحقوق هي حقوقهم الأساسية، لكنهم الان يطالبون بالمشاركة السياسية وأن تحصل محاسبة لمن يستلم زمام الأمور في البلد، قد تكون صورة بسيطة أو عن طريق "السوشيال ميديا" بأسماء مستعارة لكن الان قد حصل لدى الشباب وعي -وبإذن الله - هو من سوف يغير الواقع المر الذي تعيشه البلاد .

وأضافت، كانت قيادة المرأة للسيارة والذهاب الى السينما محرمة شرعاً وتأسست هيئة الترفيه و الحفلات والاغاني التي كانت محرمة والموسيقى والعديد من الأمور التي كانت السلطة السعودية تقول بأنها تطبق الشريعة الإسلامية مع أن الشريعة الإسلامية بريئة منها، لكن الوضع تغير الأن حيث توافق على كل هذه الأمور لان محمد بن سلمان يريد الوصول الى السلطة وأن يحكم هو البلاد ولذلك يحاول إرضاء الغرب بهذه الأمور أي بأنه سوف يقضي على الإسلام وبأن المملكة العربية السعودية سوف تصبح مثل البلدان الأخرى منفتحة وليست فيها شدة دينية أو أمور محظورة فبدأ بالتدريج بهذه الأمور .

وتابعت، قد صرح محمد بن سلمان بأنه سيعود للإسلام الوسطي وهذا يعني بأن السلطة السعودية كانت طيلة السنوات الماضية تسير على اسلام متشدد وهذا الإسلام المتشدد هو الذي اعطى السلطة السعودية القوة وجعلها تمسك بالبلد وتفرض سيطرتها لأنها تدعي الدين وبأنها تطبق الشرع الإسلامي ولذلك يجب اطاعة ولي الامر فمكنها تمسكها بالدين (الوهابية) من استلام زمام الأمور، فجاء الان محمد بن سلمان لأنه يعلم أن العالم بدأ ينتقد الوهابية لأنها هي من أخرجت داعش وهي من أخرجت فكر داعش، فالان بدأ محمد بن سلمان محاولة العودة الى الإسلام الوسطي والقضاء على الإسلام المتشدد الذي هو الوهابية التي كانت نتيجة التحالف بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود حتى يجعل الشعب يقدم له الطاعة باسم الدين، فلذلك محمد بن سلمان الان يحاول إرضاء الغرب بكل امر يجده ينتقدونه.

واردفت الدكتورة حصة الماضي قائلة، السلطة السعودية منذ عبد العزيز الى الان هي سلطة استبدادية قمعية بكل ما للكلمة من معنى، لكن سابقا كانوا يستطيعون إخفاء جرائمهم المتعددة فقد كانت لا تصل الى العلن ولم يكن يعلم بها غالبية الشعب وذلك لعدم وجود شفافية وتكتم في الامر، ولكن الان مع ازدياد برامج التواصل الاجتماعي وازدياد الوعي الشبابي بدأت الأمور تخرج الى العلن أكثر، وتظهر الى السطح وتصل الى العالم فظهر لنا الان حالة حقوق الانسان بأسواء مراحلها لان محمد بن سلمان يتصف بالشخصية الاجرامية وشخصية سيكوباتية التي لا يعرف صاحبها ما يفعل، كما حصل من اغتيال للصحفي جمال خاشقجي بطريقة بشعة فالإنسان العاقل لا يفعل مثل هذه الأمور خاصة أن جمال خاشقجي -رحمه الله- لم يكن يملك الا قلما ولم يكن شاذا مع السلطة السعودية او ضدها، بل بالعكس كان يطالب بالإصلاح في ظل وجود هذا النظام لكنه يطالب بالإصلاح ومع ذلك لم يكتب له النجاة وتم قتله بهذه الطريقة البشعة. هذا كله بسبب تصرفات محمد بن سلمان وكما حصل من اعتقالات كثيرة وانتهاكات شديدة حيث منهم من أخفى ولم نعلم عنه شيئا ومنهم من ظهرت الانتهاكات التي وقعت عليه، كالناشطات ومنهم من خرج مصاباً بأمراض ومنهم من خرج بآخر لحظات حياته ومنهم من توفي في السجن تحت التعذيب، الانتهاكات شديدة ومتعددة لا تعد ولا تحصى، لقد حصل في هذا العهد تدهور كبير في حالة حقوق الانسان.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة