هذه هي خطوط التضليل الإعلامي الأمريكي الـ5 التي نشطت عقب اغتيال الجنرال سليماني


هذه هی خطوط التضلیل الإعلامی الأمریکی الـ5 التی نشطت عقب اغتیال الجنرال سلیمانی

سرعان ما نشّط الأمريكيون وسائل الإعلام بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني. حيث كان إلقاء التهم على بعض البلدان في المنطقة، وخلق بعض الأقطاب المزدوجة في الداخل والكذب بشأن اللواء سليماني هي واحدة من الخطط الأمريكية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان خبر استشهاد الفريق قاسم سليماني كان بمثابة صدمة لشعوب المنطقة والعالم بالإضافة إلى الشعب الإيراني. ربما كان الشخص الوحيد الذي لم يصدم هو الفريق سليماني نفسه، لأنه انتظر هذه الحظة لسنوات طوال.

إن سمات الشخصية مثل الصدق والصحة وعدم خوف التي يتمتع بها الحاج قاسم جعلت منه رمزاً دولياً للمقاومة ووجه مكافحة الإرهاب. إن شهادة قائد فيلق القدس الإيراني، بالإضافة إلى المشاكل التي ستسببها للولايات المتحدة وحلفاؤها، ستؤدي الى تكاتف واتحاد الشعب الإيراني والشعوب الحرة في المنطقة وتزيد من بريق المقاومة. هذا ما سيجعل الولايات المتحدة ترى نفسها قد سقطت في بيئة مشتعلة للغاية ضدها، ولهذا السبب ستنقلب الآية ضدها.

1-أحد خطوط التضليل التي اتبعها العدو هو خلق انقسام في البلاد على مستوى النخبة والشعب. حيث تدرك الولايات المتحدة جيدًا أن اللواء سليماني شخصية وطنية ولها شعبية في إيران، وهذا ما يبعث على انسجام الاتحاد القومي في الدولة، لذلك فهي تحاول غرس الازدواجية في المنطقة. وإن التصريحات الغريبة للرئيس الأمريكي الذي اتهم قاسم سليماني بالتواطؤ في قتل 1000 شخص جديرة بالملاحظة والتقييم، لكن افتراضه واستنتاجه لا يبت للواقع بصلة.

دونالد ترامب يبحث عن خلق احصائيات بالإضافة الى مساحة لتحجيم الإرادة الوطنية في ايران للانتقام القاسي. وأيضاً إنشاء وتعزيز ثنائية القطب في الداخل بين الشعب والحكومة أو بين الفصائل المختلفة والأذواق السياسية المختلفة ونشر الشائعات ضد بعضها البعض هو واحد من الخطوط التي ظهرت بعد فترة وجيزة من الاغتيال الوحشي للفريق سليماني وهذا يبدو وكأنه ارتباط واضح بمحاولة الاغتيال.

2-الحالة الثانية التي أثيرت يوم أمس هي اتهام الدول التي حققت نتائج جيدة في السياسة الإقليمية مع إيران. فبالأمس، تم نشر معلومات غامضة ومزيفة وغير دقيقة حول تورط أو معرفة بعض البلدان مثل لبنان وسوريا وروسيا وقطر وحتى العراق بهذا الحدث. ويبدو أن هذا العمل يهدف إلى خلق عقلية خاطئة بين إيران وهذه البلدان. ومن المثير للاهتمام أن معظم الدول التي تعاونت معها إيران أو تربطها بها علاقات سياسية وثيقة مع إيران في مكافحة الإرهاب مذكورة أيضًا. إن وضع أسماء البلدان الصديقة المختلفة يثير الشك العام حول هذه البلدان من جهة، ويشتت العقول حول الجاني والمسبب الرئيسي من ناحية اخرى. كما يمكن للتساؤل والتشكيك في البلد حول من شارك في هذه الحادثة أن يخلق حالة من الضياع وان يقلل من شدة وإرادة وتماسك الانتقام وان يخرج المسبب الأساسي من تحت الضغط.

3-المسألة الثالثة التي أثارها المسؤولون الأمريكيون منذ يوم أمس هي أن اغتيال الجنرال سليماني كان إجراءً وقائياً يهدف إلى منع قوع حرب في المنطقة. هذا البيان خاطئ تماما. حتى المحللون الأمريكيون أنفسهم قالوا ان هذا العمل هو بمثابة إعلان الحكومة الأمريكية الحرب على إيران. فكيف يبرر رئيس الولايات المتحدة عمله المسبب للحرب بأنه اجراء وقائي لمنع وقوع الحرب؟ وادعى إنه أنقذ أرواح الأمريكيين بهذا العمل، ولكن على العكس تماماً، فإن هذا الاغتيال غير المدروس سيكون له تداعيات خطيرة جداً على الأميركيين.

وهناك نقطة أخرى يجب مراعاتها هنا وهي أنه كان هناك حديث عن تجمع أمام السفارة الأمريكية وإمكانية القيام بعمليات هناك. لكن النقطة المهمة هي أن قرار اغتيال الفريق سليماني اتخذ قبل التجمع أمام السفارة الأمريكية في بغداد. ووفقًا لإعلان الأمريكيين أنفسهم، فقد سعى الأمريكيون والإسرائيليون لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني منذ سنوات عديدة. لذلك فإن ادعاء إنقاذ البشر واتخاذ إجراءات وقائية ليس له أي معنى أو مفهوم. فلماذا يجادل الأمريكيون بذلك؟ أحد الأسباب هو تقليل حدة المشاعر المعادية لأمريكا في المنطقة، ومن ناحية أخرى، لتشويه وتزييف صورة قاسم سليماني، كشخصية مكافحة للإرهاب ومناهضة لتنظيم داعش. لأن الولايات المتحدة الآن مذنبة باغتيال شخص مناهض لداعش ومكافح الإرهاب.

4-النقطة الرابعة هي ان هناك جدل حول ما إذا كان الديمقراطيون في الولايات المتحدة يعارضون أو لم يعلموا بتصرف إدارة ترامب هذا. يتبع هذا النقاش مسارًا يوصل في النهاية الى أن هناك خلافًا وجدلاً في مجلس الإدارة الأمريكي في هذا الخصوص. قد يكون هناك اختلاف بسيط في مخاوف الأمريكيين في هذا الصدد، لكن بالتأكيد كلا الحزبين في أمريكا يتبعان سياسة واحدة تجاه إيران، ولم يكن اللواء سليماني استثناءً. بل إن سبب التباين هو خوف واشنطن من الرد الإيراني.

5-يدرك الأمريكيون جيداً أنه بالنظر إلى شخصية قاسم سليماني وموقعه في المجتمع الإيراني، فإن الرد على اغتياله والانتقام لدمائه سيكون مطالبةً وطنية وحتى دولية والتي من شأنها أن توحد البلاد. لذلك فان كل ما سبق هو للحد من موجة الغضب وشدة الانتقام الإيراني. لكن لا ينبغي أن ننسى أن انتقام إيران ليس حافزًا عاطفيًا ولكنه إجراء منطقي يهدف إلى ردع الحرب وانعدام الأمن. لأنه إذا لم تقم إيران بالرد، فإن الولايات المتحدة سوف تعتدي على إيران بقوة أكبر في المرة القادمة. لذا، سيكون رد إيران الانتقامي رادعًا بهدف خلق الأمن والاستقرار بينما تريد الولايات المتحدة أن تظهر أن الانتقام لاغتيال سليمان هو بمثابة حرب ومخالفة للمصالح الوطنية، بينما يعلم الجميع أن الفشل في الرد على الولايات المتحدة هو أمر حاسم ومتناسب مع الولايات المتحدة. سوف يدفعها لمزيد من العمل ضد إيران، لكن الرد المناسب سوف يوقف الشيطان الأكبر عند حده ويظهر له مكانته ان شاء الله.

/انتهى/

أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة