محلل عراقي لـ "تسنيم": ينبغي على الجانب العراقي اتخاذ مواقف أكثر جرأة في مواجهة امريكا

محلل عراقی لـ "تسنیم": ینبغی على الجانب العراقی اتخاذ مواقف أکثر جرأة فی مواجهة امریکا

أكد الأستاذ الجامعي الدكتور اسامة السعيدي انه ينبغي على الجانب العراقي الرسمي اتخاذ مواقف أكثر جرأة وجدية في مواجهة الاجراءات والقرارات الامريكية وعدم الاكتفاء بالصمت واللامبالاة.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الأستاذ الجامعي الدكتور اسامة السعيدي فيما يتعلق باتهام الولايات المتحدة مؤخراً قائد الحشد الشعبي العراقي "فالح الفياض" بدعم الارهاب على الرغم من من ان الجميع يشهد بخدمات هذا القائد في مكافحة الارهاب: ان هذا القرار ليس غريباً لأنه سبق وان اتخذت الولايات المتحدة الامريكية عدة قرارات ضد قيادات سياسية عراقية على ذات الشاكلة متضمنة ادراجهم بلائحة الارهاب من المنظور الامريكي وفرض عليهم عقوبات من قبل ما يعرف بوزارة الخزانة الامريكية وهذا ان دل على شيء دل أولاً على مستوى الاستهانة الامريكية بالجانب العراقي وثانيا شعور امريكا بانها الدولة الوصية على العراق وانها المتحكم والمتصرف بكل شؤون العراق والثالث هو عدم قدرة الجانب العراقي على المستوى الرسمي في الدفاع ليس فقط عن المواطن البسيط بل على مستوى الشخصيات السياسية التي تشغل مناصب حساسة ورسمية وكذلك الذين يشكلون أساس او احد الاعمدة الاساسية للعملية السياسية، لذلك فالغاية من هذا الموضوع هو ضرب مؤسسة الحشد ومحاولة تفكيكه وتفتيته وافراغها من محتواها عبر استهداف رموزها بالاغتيال المباشر او عبر فرض عقوبات عليهم وبالتالي يحتاج هذا القرار الى وقفة ومراجعة حقيقية من قبل الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، لكن للأسف لم نسمع حتى الان الا مجرد بيان خجول صدر عن وزارة الخارجية العراقية.

وحول التناقض في مواقف أمريكا إزاء الحشد الشعبي و ما ادعته قبل أسابيع بان عدد من فصائل الحشد الشعبي تحاول التحرش بالقوات الأمريكية في العراق وشن هجمات على السفارة الامريكية في بغداد، حيث على العكس من هذه الاتهامات باتت ها هي اليوم هي التي تحاول ابتزاز الحشد والتحرش به من خلال اتهام قيادته العليا بدعم الإرهاب، قال الدكتور السعيدي: امريكا تشعر بخطر من الحشد الشعبي العراقي وهي تقوم باستهداف الحشد منذ نشأته عبر استهداف القطعات المتواجدة او عبر استهداف واغتيال قادة النصر لذلك فهي لا تتوانى في اتخاذ اي اجراء او قرار عسكري او امني او اقتصادي يستهدف الحشد وأبناءه.

مضيفا ان هذا يأتي ضمن سلسلة استهدافات مستمرة تتخذها الولايات المتحدة ضد العراق وضد القيادات السياسية في العراق دون ان يكون للجانب العراقي الرسمي اي ردة فعل حقيقية.

وعن تعمد امريكا لضرب رموز الحشد الشعبي ومن قبلها اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس وتشويه صورة الحشد الشعبي، قال: امريكا تنظر بعين عدم الرضا عن الحشد كونه يشكل قوة توازن في المنطقة وبالتالي فان استهداف هذه المؤسسة وقادتها وضرب مقراتها في أكثر من مناسبة وكذلك الاجراءات التي تتمثل في فرض قرارات عقابية على فالح الفياض او غيره من قيادات الحشد الشعبي الغاية منها تشويه صورة الحشد ووضعه على لائحة الارهاب حتى يتم انهائه في الصورة الذهنية للعراقيين وكونه قارع الارهاب وحمى الوطن وساند القوات الامنية في التخلص من تنظيم داعش الارهابي وازالة كل هذه الصورة وخلق صورة جديدة وفق الادارة الامريكية الترامبية بان الحشد جهة مسلحة ارهابية مطلوبة.

وقال السعيدي: "انا لا أعتب على الولايات المتحدة لكنني أعتب على الجانب العراقي الذي لا يحرك ساكناً في الدفاع عن أبناءه وعن شهدائه الذين ضحوا بحياتهم في سبيل هذا الوطن."

وفيما يخص عدم مبالاة الجانب العراقي الرسمي ومعظم الأحزاب السياسية العراقية بالإجراءات والقرارات الامريكية المنتهكة للسيادة العراقية تجاه الحشد وقياداته وصمتها إزاء الانتهاكات الأمريكية المتكررة، قال السعيدي: ان السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو الخوف من الولايات المتحدة الامريكية وعدم الرغبة في التصادم مع الولايات المتحدة الامريكية حتى ولو بكلمة حق، فهم يعتقدون ان المواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية حتى ان كانت بالبيانات او الألفاظ فقد تؤدي الى خسارتهم لمواقعهم السياسية او لمكاسبهم وهذا شيء مؤسف، لذلك أعتقد انه يجب ان يكون هناك مراجعة حقيقية للمتصدين للعمل السياسي وان يعبروا عن الواقع الوطني الجهادي في مواجهة الولايات المتحدة ولا تكتفي بالصمت وعدم الاكتراث كما يحصل الان.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة