ما بعد المدافع .. حرب إسرائيلية على "الذهب الأحمر" في غزة+ فيديو

ما بعد المدافع .. حرب إسرائیلیة على "الذهب الأحمر" فی غزة+ فیدیو

خاص تسنيم / قد تهدأ نيران المدافع، لكن العدوان الإسرائيلي لا يتوقف، في غزة، الاقتصاد دائماً في المهداف، آلاف المصانع المنتجة دمرت خلال الحروب المتتالية ولم تجد طريقها للإعمار.

المعابر تغلق أبوابها في وجه صادرات  المصانع التي استطاع بعضها العودة إلى سوق العمل مجدداً، في خطوة يرى فيها الخبراء الاقتصاديون، استكمالاً لنهج منظم يحمل أهدافاً استراتيجية.
يعيش قطاع غزة في مواجهة مستمرة مع الكيان الصهيوني، فرغم أن آخر حرب شنها جيش الاحتلال على القطاع كانت عام 2014، إلا أن الحرب الاقتصادية لم تتوقف خلال 15 عاماً من الحصار.

فخلال حروب الأعوام 2008، 2012، 2014، دمر جيش الاحتلال الصهيوني أكثر من 3 آلاف منشأة صناعية تدميراً شبه كلي، تلك المنشآت بقي معظمها وإلى اليوم خارج حسابات الإعمار، ولم يكن تدمير البنية التحتية للاقتصاد في غزة سوى حلقة من حلقات الحرب، إذ أنه وبعد مضي ما يزيد عن ست سنوات على آخر حرب شنها الاحتلال الصهيوني على القطاع، تمنع (إسرائيل) تصدير المنتجات الصناعية التي تنتجها بعض المصانع المتعافية إلى الخارج.

 

 

خضر أبو ندى هو مالك أحد مصانع الأدوية التي دُمرت في حرب العام 2014، أكد لمراسل "تسنيم" أن مصنعه الذي بناه بتكلفة تزيد عن مليون دولار، قصفته الطائرات الحربية الإسرائيلية، ولم يتلق أيةً تعويضات، ومازال يعيش الأزمة المالية على إثر ذلك إلى اليوم، وهنا يؤكد الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب لـ "تسنيم" أن السياسيات الصهيونية التي مورست خلال أعوام الحصار تجاه الاقتصاد الفلسطيني، كانت مدروسة وهدفت إلى احكام القبضة الإسرائيلية على كل أشكال الحياة.

ونوه "أبو جياب" أن تدمير المصانع لم يكن إلا شكلاً من أشكال الحرب الاقتصادية على غزة، إذ أن الاحتلال يعيق ادخال المواد الخام اللازمة للصناعة، فضلاً عن أنه يحرم المصانع من تصدير منتجاتها للأسواق العالمية، علماً أن عشرات المصانع في غزة تمتلك شهادات الجودة التي تؤهلها لذلك.

وليس بعيداً عن المجال الصناعي، يعيش مزارعو القطاع حالة مشابهة، إذ توفر مساحات الأراضي الصالحة للزارعة، اكتفاءً ذاتياً للسوق المحلية، بل وتفيض كثير من المنتجات عن حاجة السوق، لكن الاحتلال يعيق تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق الخارجية.

وهنا يقول أدهم البسيوني وهو الناطق باسم وزارة الزارعة الفلسطينية، أن "إسرائيل" تشن حرباً على المزارعين في القطاع، إذ أنها تستهدفهم قرب الحدود بشكل مباشر، وتحرمهم من زارعة أراضيهم المحاذية للسياج الفاصل، ثم تمنع منتجاتهم من التصدير للأسواق الخارجية.

وإلى جانب مختلف المنتجات التقليدية، يتميز قطاع غزة بإنتاج ثمرة "الفراولة" وفق التسمية الشعبية، أو "الفريز"، ويفيد المزارع محمد خضير، أن هذه الثمرة كانت تسمى سابقاً "الذهب الأحمر"، لما تعود به من مردود مادي وفير على المزارعين، لكن، ومنذ منع الاحتلال تصديرها، أصبحت تباع بربع ثمنها في السوق المحلية، تعود على المزارعين سوى بالخسائر المركبة، إذ يزرعها الفلاحون سنوياً على أمل السماح بتصديرها.

تلك الممارسات، ينظر إليها الشارع الفلسطيني على أنها العصا التي تهدف إلى انتزاع تنازلات سياسية.

/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة