16 عاما على إنتفاضة الاقصى..كيف كانت مواجهة الشعراء للمحتلين+صور

16 عاما على إنتفاضة الاقصى..کیف کانت مواجهة الشعراء للمحتلین+صور

بعد مضي 16 عاما على إنطلاق اولى شرارة إنتفاضة الاقصي المباركة بوجه الاحتلال الصهيوني، لازال الشعب الفلسطيني يواصل مقاومته ضد هذا الكيان حيث قدم هذا الشعب المضحي خلال هذه الفترة الآلاف من الشهداء والجرحى وأفشل عدة حروب شنت عليه من قبل المحتلين لأرضة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن ستة عشر عاماً مضت على تاريخ الـ 28 من سبتمبر/أيلول 2000، حيث اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ذلك التاريخ عقب اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق "أرئيل شارون" المسجد الأقصى ومعه قوات كبيرة من جيشه و شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة بعد ذلك وما زالت الشرارة مشتعلة.

وبعد ذلك التاريخ انتفض الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه ومكوناته في أغلب أماكن تواجده في الأراضي المحتلة، فخرج الطفل قبل الشاب، لينتفض في وجه هذا الغاصب.

في تلك الفترة رافقتنا مجموعة من المشاهد والذكريات والأحداث حُفرت في الذاكرة، وإذا أردنا أن نتحدث عن رموز الانتفاضة، نتحدث عن الأغاني الوطنية الثورية التي كانت سبباً رئيسياً في تحريك الشارع وحشد الطاقات، أبرز من كان وراء هذه الذكريات، هو الفنان الفلسطيني جمال النجار، وقلم الشاعرة المبدعة كفاح الغصين.

مع بداية الانتفاضة وتعاظمها ونزول الشعب الفلسطيني الى الشوارع، مسانداً ومؤازراً للأقصى، ضد الهجمة الشرسة التي قادها "شارون" في ذلك الوقت، كان من الطبيعي أن يكون الفنان الفلسطيني في مقدمة الحدث وملبياً لنبض الشارع.

تم التواصل مع الفنان والملحن الفلسطيني جمال النجار، والمقيم حالياً في العاصمة الرومانية بوخارست، لنتعرف على دوره خلال الانتفاضة الثانية والأثر الذي بقي الى يومنا هذا.

"في بداية الانتفاضة لحّنت قصيدة يا قدس يا حبيبتي للراحل معين بسيسو. كانت أول أغنية في الانتفاضة الثانية، وكانت على العود، وفور استشهاد الطفل محمد الدرّة تم تصويرها لتلفزيون فلسطين"، بدأ النجار حديثه.

وتابع "أحداث الانتفاضة كانت آخذة بالتطور، فكان لزاماً علينا كفنانين مواكبة هذه الأحداث، فكانت أغنية "حي الله رجال، هذا جيل الحجارة" للكاتب سويلم العبسي. واكبنا الجماهير والشهداء في الشوارع أولاً بأول.

ويشير الى أنه مع تصاعد وتيرة جرائم الاحتلال التي وصلت حد الاغتيال والقصف العنيف، كانت الأغنية الشهيرة ارمي عليّ من السما ما يهمني نارك للشاعرة القديرة كفاح الغصين. "هذه الأغنية محببة جداً على قلبي".

في عام 2001 تم اكتشاف الفنان محمد عساف، وكان طفلاً لا يتجاوز الـ(11 عاماً) إلا أن لديه موهبة جبارة، فكانت أغنية "شدّي حيلك يا بلد" والتي تردد الى اليوم على لسان كل طفل فلسطيني، لتأتي بعدها أغنية "عدوي يا عدوى" للشاعرة العظيمة كفاح الغصين التي واكبتنا في معظم مسيرتنا الغنائية.

وعن الشاعرة الفلسطينية كفاح الغصين، يقول الفنان النجار "كفاح الغصين إنسانة رائعة، وكانت دائماً مبادرة وفي قلب الحدث، وأروع أغاني الانتفاضة كانت من كتابتها، ومهما تحدثنا عنها لا نفيها حقها".

تحريك الشارع  

يكمل الفنان النجار "هذه الأغاني الثورية كانت سبباً رئيسياً في تحريك الشارع الفلسطيني، وأذكر حينها في جنازة محمد الدرة، كانت الجماهير بالآلاف من وسط مخيم البريج وحتى المقبرة على أطراف المخيم، وكانت سيارات الإذاعة والتشييع لا تصدح إلا بأغنية "يا قدس يا حبيبتي".

"لم نتلقّ فلساً واحداً"

يتحدث الفنان النجار عن الدعم المعنوي فقط، هو الذي كان حاضراً في المشهد الثقافي الفلسطيني آنذاك، ويؤكد أن الفنان والمثقف والمبدع هو مهضوم الحق على الدوام، وأشار الى أنه وباقي الفنانين لم يتقاضوا فلساً واحداً مقابل أي أغنية تم عملها في الانتفاضة، بل كانت الأعمال بجهودٍ شخصية.

سردانة الغائب

خلال حديثه عن الأغنيات الثورية، استذكر النجار الفنان الكبير الراحل مهدي سردانة، والذي توفي يوم الثاني عشر من أيلول الجاري، يقول "ترعرعت منذ طفولتي على أغاني الفنان مهدي سردانة قبل عام 1967، وكنت أردد أحد أغانيه مع أستاذي الراحل عباس خضر، في المدرسة الابتدائيّة برفح، وكان من كلماتها "أرض أبويا يا خَي، هيّا أغلي شَي، من ورا المُنطار شفت جنة قريبة منّا، والحدود هيّا الي بينا".

يضيف النجار "كان الفنان الراحل سردانة يقود فرقة الكورال في إذاعة صوت العرب من القاهرة، وكان ذا صوت جهوري وملحن مميز، ومن كان يسمع صوت مجموعة كورال صوت العرب أو إذاعة صوت فلسطين من القاهرة، يعلم أن صوت مهدي سردانة بألف صوت".

مواقف حُفرت في الذاكرة

يروي النجار "في الانتفاضة صورنا كليب شدي حيلك يا بلد، حينها أصرّ المخرج سويلم العبسي على تصوير لقطة على بوابة صلاح الدين، ذهبنا برفقة الفنان محمد عساف للتصوير والخوف يسيطر علينا في ظل الوجود المكثف للجنود الصهاينة، بدأنا التصوير ليباغتنا الجنود بإطلاق الرصاص بشكلٍ مكثف".

ويستذكر النجار "في اجتياح رفح عام 2003-2004. دُمر حي البرازيل وحي السلطان، صممت على دخول رفح وهي محاصرة، لتصوير أغنية يا رفح على خط النار مع الفنان فريد شاهين، وبطريقةٍ ما بمساعدة أحد الأصدقاء دخلنا متنكرين وسلكنا الطريق الشرقية من أمام الدبابات، وتم تصوير الكليب من قلب الاجتياح، وسجلت يومها في تاريخي أنني ما زلت على قيد الحياة".

ويختم النجار بأصعب ذكرياته الأليمة "أول شهيد على بوابة صلاح الدين في رفح، هو الطفل حسني النجار "ابن عمي"، حدثني والده عبر الهاتف وقال حرفياً "حسني بيضل يروح يرمي حجار عاليهود وأنا خايف عليه يا أبو أحمد"، خلال حديثي مع حسني قاطعني مستهجناً "انتو تدخلوش"، قلت له افعل ما تشاء، لننصدم باستشهاده بعد وقتٍ قليل، ومن يشاهد كليب شدي حيلك يا بلد يجد لقطة أنا ومحمد عساف نقرأ الفاتحة على أحد القبور بمقبرة رفح، إنه قبر الطفل حسني".

وكشف الملحن الفلسطيني خلال الاتصال الهاتفي والذي استمر لخمسون دقيقة، عن مجموعة من الأعمال الفنية، الجاري تحضيرها للفنان محمد عساف "طلب مني الفنان محمد عساف عدة مرات تلحين مجموعة من الأعمال الشعبية الوطنية وجاري التحضير لها"، مضيفاً أنه يجهز لعمل فني للفنان الفلسطيني محمد البراوي.

بوابة الهدف التقت بصاحبة الكلمات الخالدة ذات القلم الثوري، لنبحر في عالم الشاعرة التي هددت الانتفاضة الفلسطينية الثانية حياتها بسبب كلماتها التي ربّت أجيالاً من الفلسطينيين الثوريين، سيما وأن الصهيوني "شارون" وجه لها تهديداً بالقتل.. الشاعرة الفلسطينية كفاح الغصين.

بدأنا بالتعرف مع الشاعرة الغصين على مرحلة الانطلاق في الأغاني الوطنية، تقول "بدايتي نسجت خيوطها مع تباشير انتفاضة الأقصى، حيث كان القمع الإسرائيلي فوق كل الأعراف والقيم والاتفاقيات، وكان لزاماً وبديهياً أن يتحرك الإبداع الكامن في نفوسنا. من هنا جاءت الكلمة الوطنية المغناة التي صدحت بها من خلال حناجر الفنانين الملتزمين وطنياً وعلى رأسهم الفنان الكبير جمال النجار، الذي كان له الرصيد الأكبر حقيقةً في العمل الوطني الفني المناضل".

الطلقة الأولى

تضيف الغصين عن أولى الأغنيات "أول عمل كتبته هو أغنية ارمي علّي من السما، التي قام بتلحينها الفنان جمال النجار، وقام بغنائها مع عَبَد المنعم عدوان ومحمد أبو رفيع، ولاقت انتشاراً كبيراً، علماً بأنها خرجت للنور خلال ساعات، بدءاً بالكتابة مروراً بالتلحين والتوزيع والغناء والبث، تلاها أغنيات عديدة منها عدوي يا عدوي، وهودج العرسان، وما يهم يا جذور الشجر، وخفايا بيوتنا، والكثير غيرها، كلها للفنان جمال النجار، أيضاً شط البحر مش مي لعبد المنعم عدوان، وشايلة الحزن لأيمن عبده".

كفاح وجمال

أما عن علاقتها بالفنان جمال النجار، قالت "ربطتني بجمال علاقة الاحترام والفن كونه مبدعاً من الطراز الأول، وأعتبره أكثر من خدم القضية فنياً في الوقت المعاصر، لأنه امتداد لزمن العمالقة، أمثال مهدي سردانة، وفرقة العاشقين، ومحمد حسيب القاضي، وأبطال الثورة، وإذاعة الثورة، شكلنا ثنائي جميل أنتج أعمال جميلة خالدة، واستفدت من خبرته الفنية، وكان لديه سرعة بديهة وذوق حسن، وأعتقد شخصياً أن غيابه خلال السنوات الأخيرة، أضر بمضمون الأغنية الوطنية وجودتها".

مصدر الإلهام

وعند سؤالها عن مصدر الإلهام في كتابة كلمات الأغاني، أجابت الكاتبة "الإلهام يستمد مفرداته ووجوده وانبثاقه من واقع الحياة، صوت الرصاص، دوي القنابل، لون الدم، كل هذا وأكثر هو مصدر الإلهام".

تستذكر الغصين أبرز ما بقي في ذاكرتها من أحداث الانتفاضة "أذكر إصراري على الذهاب لمناطق المواجهة، بينها مفترق نتساريم الذي كان يشهد حالة المواجهة عقب استشهاد محمد الدرة، حيث كتبت أغنية ارمي علي من السما، أيضاً ظروف تصوير فيديو كليب أغنية هودج العرسان كأول فيديو كليب وطني".

وقالت "من الملفت أن الناس باتوا يربطون كل أغنية على حدة بوضع ميداني معين، فإن كان قصف أو تحليق طيران تستمع لأغنية ارمي علي من السما، وإن كان هناك اجتياح أو هجوم صهيوني تستمع لـ شدي حيلك يا بلد".

وكما أسلف النجار، شاركته الغصين في رأيه حول الدعم الرسمي، بالقول "في مسيرتنا الطويلة كان الدعم الشعبي هو الذي يحفظ لنا كبرياء الفدائي، كان هناك دعم شعبي لا محدود، لكن للأسف لم يقابل هذا الجهد بما يستحق من المؤسسة الرسمية.

تهديد شارون

"حينما كتبت ارمي علي من السما والتي ذكرتُ فيها الجزار وكنت أقصد شارون، كان هناك في صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية تصريح واضح بأن هناك من الذين يثيرون الفتنة في غزة بكتاباتهم، وتم ذكر اسمي بالتهديد بالقتل. الكثيرون نصحوني بالتوقف عن الكتابة، مخافة تدمير بيتي، ولكني قابلت ذلك بإصراري التام على مواصلة نهجي في المقاومة وعدم التوقف، كسيدة مبدعة، وككاتبة أغنية وطنية وشاعرة فلسطينية، وكان ردي على ذلك كلمات أغنيتي التي تلت ذلك وهي أغنية عدوي يا عدوي خفف محاذيرك".

صور للشعب الفلسطيني المنتفض ومقاومته ضد العدو الصهيوني:

المصدر:تسنيم+فلسطين اليوم + وكالات

/انتهى/

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة