خارطة طريق آية الله السيستاني لمستقبل العراق السياسي


خارطة طریق آیة الله السیستانی لمستقبل العراق السیاسی

طهران / تسنيم // أصدر المرجع الديني الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني يوم أمس الجمعة 4 مايو، بياناً رسم من خلاله خارطة الطريق السياسية للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان بيان آية الله السيستاني يحدد دور ومكانة المرجعية في المنعطفات التاريخية قبل أي شي، ويؤكد على ان المرجعية تقوم بدور الاب من دون الانحياز لاي حزب او تيار سياسي بل يفكر في اعمار وتقدم وعلو العراق.

عندما قام داعش الارهابي في تاريخ 10 يونيو 2014 بهجوم خاطف على الموصل مركز محافظة نينوى وثاني اكبر مدن العراق واحتل هذه المدينة التي تبعد عن العاصمة العراقية بغداد 400 كلم، كانت فتوى مرجعية العراق هي التي دفعت الشباب العراقي بأعداد كبيرة نحو ميادين القتال وغيرت موازين القوى لصالح الشعب العراقي.

واليوم نحن على اعتاب الانتخابات البرلمانية أي اول انتخابات بعد القضاء على داعش في العراق، اذ ان هذا الامر يتطلب الوحدة بين التيارات السياسية العراقية اكثر من أي وقت مضى.

البيان الذي اصدره آية الله السيستاني يوم امس أفشل خطط من يحاول استغلال إسم المرجعية لتحقيق مكاسبه السياسية في الانتخابات، اذ اكد سماحته على عدة نقاط اساسية ورئيسية سنشير اليها في هذا المقال.

اكد سماحته في هذا البيان في البداية على ضرورة استدارة النخب في النظام الديمقراطي الامر الذي يتجلى في صناديق الاقتراع واختيار النواب المناسبين من قبل الشعب والمعروفين بالنزاهة  ، حيث اكد في البيان " لا بد من تفادي الوقوع في مهالك الحكم الفردي والنظام الاستبدادي تحت أي ذريعة او عنوان".

كما أوصى في البيان أن تتنافس القوائم الانتخابية على برامج اقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشخصنة والشحن القومي او الطائفي والمزايدات الاعلامية.

كذلك اكد آية الله السيستاني على الدور المحوري والرئيسي للشعب في رسم مستقبل البلاد وطلب من الشعب بأن لايكون غير مكترث في الانتخابات البرلمانية لان هذا الامر كما يراه سماحته هو السبب في تولي بعض الاشخاص غير المؤهلين لمناصب رئيسية والامر الذي يؤدي الى نشر الفساد وتضييع المال العام  ومنح مزايا خاصة  لاقرباء  هؤلاء الاشخاص.

وفي وقت تحاول فيه بعض وسائل اعلام المنطقة   للاحياء بان المرجعية تدعم تياراً او مجموعة سياسية خاصة في الانتخابات، أصدر  سماحته  يوم امس بياناً ودحض تلك المزاعم، واكد كما في السابق  انه لايدعم اي شخص او طرف او تيار سياسي  وانه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ومن كافة القوائم الانتخابية.

وفوت سماحته في هذا البيان الفرصة على من ينوون استغلال اسم المرجعية  لحصد الاصوات وتحقيق اهدافهم الخاصة  وعدد صفات المرشح المناسب الذي لابد ان يتحلى بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الاجندات الاجنبية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات طوال.

وطالب آية الله السيستاني في البيان بعدم تدخل الدول الاجنبية في شؤون العراق الداخلية كما طالب المسؤولين العراقيين بمنع التدخل الاجنبي في الانتخابات سواء عبر المال او غيره، وتخطى ذلك الى مطالبته بتشديد العقوبة في حال تم انتهاك تلك الامور.

وفي النهاية يمكن القول أنه وكما كانت حكمة وفتوى آية الله السيستاني هي المحرك الرئيس في انهيار داعش في العراق وتطهير العراق من رجس الارهاب والارهابيين، رسم بيان آية الله السيستاني بالامس الخارطة السياسية لمستقبل العراق واكد على ان العراق من اجل اجتياز مرحلة مابعد داعش بنجاح هو بحاجة الى التضامن ووحدة التيارات السياسية اكثر من السابق وليس في المحاصصة الحزبية والتحالفات السياسية والغاء تيار سياسي.

"حسن رستمي" خبير في الشؤون الدولية

/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة