زيارة الاسد الى طهران.. ما هي الرسائل؟

زیارة الاسد الى طهران.. ما هی الرسائل؟

التقى الرئيس السوري بشار الاسد يوم أمس الاثنين 25 فبراير في العاصمة الايرانية طهران، قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية حسن روحاني حيث اعتبر الكثير من المراقبين هذه الزيارة زيارةً مهمةً للغاية.

تأتي زيارة الرئيس الاسد الى ايران والتي لاقت ترحيباً كبيراً في وقت استطاعت فيه سوريا من تحقيق النصر على الارهاب واستعادة اكثر من 90 بالمئة من المناطق التي خضعت لسيطرة الارهابيين.

وقبل كل شىء يعتبر الاسد تحقيق هذا الانتصار هو نتيجة لصمود شعب هذا البلد ودعم حلفاء سوريا الواسع لها حيث أشار خلال لقائه بقائد الثورة الى هذه النقطة واكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت الى جانب سوريا في هذه الازمة وقدمت التضحيات ومن الضروري تقديم التهنئة بهذا النجاح لسماحة قائد الثورة ولجميع الشعب الايراني.

ايران وقفت منذ بداية الحرب السورية الى جانب هذا البلد وأصرت على مواقفها وأكدت ان تطورات سوريا يجب فصلها عن التطورات التي تحدث في باقي الدول العربية والتي كانوا يسمونها بـ"الربيع العربي"، ان علاقات ايران وسوريا ليست علاقات دبلوماسية فقط بل استراتيجية ايضاً فإن وفق ما قاله قائد الثورة "هوية وقوة محور المقاومة مرتبط بهذه العلاقة المستمرة والاستراتيجية".

علي أي حال ان هذه الزيارة تحدث في ظل ظروف حساسة ومهمة للغاية اقليمياً وتحمل رسائل عديدة، أولها ان ايران ستستمر بدعم محور المقاومة الذي تعتبر سوريا جزءاً منه وستبقى الى جانب الشعب في هذا البلد وسيكون لها مشاركة فعالة في اعادة اعمار هذا البلد بعد انتهاء الحرب.

والرسالة الثانية موجهة الى بعض الانظمة العربية التي اصرت حتى اللحظة الاخيرة على اسقاط النظام السوري عبر الدعم المالي والعسكري للارهابيين والمعارضين المسلحين ولكن بعد تلك المحاولات التي باءت بالفشل فضلوا السبل السياسية على السبل العسكرية، واليوم يعتزمون اعادة فتح سفاراتهم في سوريا لاخراج سوريا من "الهيمنة الايرانية" حسب زعمهم، الامر الذي اشار إليه انور قرقاش وزير الخارجية الاماراتي عقب اعادة فتح سفارة بلاده في دمشق.

كما تحمل هذه الزيارة رسالة مهمة للغاية الى الكيان الصهيوني ومفادها أن ايران لن تنسحب بأي شكل من الاشكال من سوريا وسيستمر وجودها لطالما دمشق بحاجة الى تواجد طهران في هذا البلد.

هذا الموقف الذي اكد عليه أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في حوار مع تسنيم واكد على تلك القضية جيداً وكانت تصريحاته تحمل رسالة الى الكيان الصهيوني ان ايران ستواصل توجدها القوي في سوريا واتخذت اجراءات احترازية خاصة لمواجهة الاعتداءات الصهيونية المحتملة على سوريا حيث قال شمخاني خلال هذا الحوار، "ان سيكون اسلوب التعاطي مع اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا ومحور المقاومة في عام 2019 مختلفاً عن اسلوب التعاطي في السابق... جرى القيام بهذا الامر بالتعاون مع الجيش السوري ومجموع الحلفاء في هذا البلد وسنشهد قريباً تطوراً مهماً في مجال تعزيز ردع المقاومة في سوريا".

كما حملت هذه الزيارة رسالة الى الدول الغربية مضمونها أنه سوريا تجاوزت مرحلة الحرب وبلغت مرحلة الاستقرار والهدوء وأنه اذا كانت الدول الغربية تسعى للحفاظ على مصالحها في سوريا يجب ان تتخلى عن مؤامراتها التدخلية في هذا البلد والكف عن حياكة المؤامرات ضد هذا البلد وتشجيع باقي الدول على مواصلة العملية السياسية في هذا البلد. وان انشاء المنطقة العازلة التي تسعى ورائها امريكا وتركيا في سوريا هي من ضمن المؤامرات التي أشار إليها قائد الثورة الاسلامية أمس خلال استقباله الرئيس السوري حيث حذر من تنفيذ هذه المؤامرات الخطيرة.

حسن رستمي خبير في شؤون غرب أسيا

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة