قصة مثل....تَطلِبُ أَثَراً بَعدَ عَيِن

قصة مثل....تَطلِبُ أَثَراً بَعدَ عَيِن

الأمثال وسيلة للوصف والحكمة والتدليل على الرأي و وجهة النظر والفلسفة في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين، فهي أبقى من الشعر وأرق من الخطابة ولم يسر شىء سيرها.

وهناك مثل يقول" تَطلِبُ أَثَراً بَعدَ عَيِن" و يضرب هذا المثل لمن ترك شيئاً يراه ثم تبع أثره بعد أن غاب.

و أصل المثل، أول من قال ذلك مالك بن عمرو العاملي، وفي كتاب أبي عبيد مالك بن عمرو الباهلي، قال: وذلك أن بعض ملوك غسان كان يطلب في عاملة ذحلا، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك و سماك ابنا عمرو، فاحتبسهما عنده زماناً، ثم دعاهما فقال لهما: إني قاتل أحدكما فأيكما أقتل؟ فجعل كل واحد منهما يقول اقتلني مكان أخي، فلما رأى ذلك قتل سماكاً و خلى سبيل مالك، فقال سماك حين ظن أنه مقتول:

و أقسم لو قتلوا مالكا لكنت لهم حية راصدة

و انصرف مالك إلى أهله، فلبث فيهم زماناً، ثم، إن ركباً مروا و أحدهم يتغنى بهذا البيت:

و أقسم لو قتلوا مالكا لكنت لهم حية راصدة

فسمعت بذلك أم سماك فقالت: يا مالك، قبح الله الحياة بعد سماك، اخرج في الطلب بأخيك، فخرج في الطلب، فلقى قاتل أخيه يسير في ناس من قومه، فقال: من أحس لي الجمل الأحمر، فقالوا له و عرفوه: يا مالك، لك مائة من الإبل فكف، فقال: لا أطلب أثراً بعد عين، فذهبت مثلا، ثم حمل على قاتل أخيه فقتله.

 

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة