ستة أعوام من العدوان السعودي .. اليمنيون حولوا الحرب إلى مشروع دولة قوية

ستة أعوام من العدوان السعودی .. الیمنیون حولوا الحرب إلى مشروع دولة قویة

ستة أعوام من حرب تحالف العدوان السعودي على اليمن التي شنت تحت مسميات وذرائع غير موجودة بهدف واحد هو تقسيم اليمن والسيطرة على موارده والأهم موقعه الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب والتحكم بطرق التجارة والملاحة خدمة للولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الصهيوني.

ولأنها حرب لمجرد الحرب فقد صب العدوان السعودي والإماراتي جام غضبه على المدنيين العزل مرتكباً أفظع الجرائم وأهولها لعله يرهب شعباً عرف على مر التاريخ أنه مقاوم صامد لا يمكن لأي قوة في الدنيا أن تقهره وتحتله فكان استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالسكان في العاصمة صنعاء وفي صعدة والحديدة  وتعز وغيرها من المدن دليل على إفلاسة حيث استهدف العدوان أماكن إقامة الأفراح والأعراس وصالات العزاء ولعل ما حدث في صنعاء في 9/ 10/ 2016  يؤكد مدى وحشية العدوان وعنصريته ودمويته بقتل أكثر من 200 شخص وجرح 600 آخر دون أن يرمش للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقوى الكبرى عين وهي تتابع ما حدث أن تعلق بإدانة أو تجريم لما حصل، والأمر ينطبق على المشافي والمدارس ودور العبادة التي كان لها نصيب من همجية العدو وبربريته.

في مقابل هذا الهجوم البربري لم تقف القوى الوطنية مكتوفة الأيدي بل امتصت الضربة وبدأت بالرد على هجوم قوى العدوان، حيث استطاعت في الفترة الأولى من رص الصفوف وتوحيد القوات وتوزيعها على الجبهات المختلفة، مسجلة بطولات وملاحم في صد زوحوف قوى العدوان وتكبيدها خسائر فادحة.

 

 


وفي الفترة الثانية انتقلت القوى الوطنية بقيادة أنصار الله إلى مرحلة التصنيع العسكري الذي شهد بقيادة الرئيس الشهيد صالح الصماد قفزة نوعية تمثلت في دخول منظومات من الطائرات المسيرة والصواريخ البالسيتية في الخدمة.

أما في الفترة الثالثة فقد اتجهت إلى تحقيق معادلة الردع وضرب قوى العدوان في مدنهم وقواعدهم العسكرية الممتدة من الحدود اليمنية إلى القواعد والموانئ على الخليج الفارسي مروراً بمطارات الإمارات "أبو ظبي ودبي" .. والنتيجة كانت فرض معادلات إستراتيجية جديدة لم تكن في حسبان المعتدين.

وفي خضم هذه المواجهة العسكرية كان الفريق السياسي الوطني يعمل بدون كلل للوصول إلى حل سياسي يضمن سيادة اليمن ووحدة أراضيه متمسكاً بنصر عسكري وتلاحم شعبي خلف القيادة الوطنية التي أثبت خياراتها أنها صائبة وتصب في مصلحة اليمن وشعبه فكان اتفاق استوكهولم في عام 2018 لتنفيذ هدنة في مدينة الحديدة ورغم تقديم كل الضمانات للجنة الأممية المكلفة بتطبيقه إلا قوى العدوان لم تلتزم به.

لقد قدم اليمنيون على مدى ستة سنوات من العدوان السعودي رغم كل الدمار الذي لحق بهم من جراء آلة العدو وهمجيته، قدم صوراً من الصمود والمقاومة وإرادة الإنسان المقاوم الذي استطاع أن يحول المحنة والحرب إلى مشروع وهدف راسخ في بناء دولة وطنية قادرة على مواجهة العدوان وتفرض معادلاتها الإستراتيجية في الميدان.

انتهى/

 

 

 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة