الحياة على حافة العدوان السعودي على اليمن: الخوف والهلع عند القصف العنيف للمدن والسموم للأسلحة المحرمة.. من اسباب إصابة المواطنين بالفشل الكلوي

الحیاة على حافة العدوان السعودی على الیمن: الخوف والهلع عند القصف العنیف للمدن والسموم للأسلحة المحرمة.. من اسباب إصابة المواطنین بالفشل الکلوی

من صنعاء عاصمة اليمن الجريح, كوارث غير مسبوقة لم تشهدها أي دولة في العالم, فمنذ اندلاع العدوان السعودي في 2015م, تفاقمت الأوضاع سوءًا على جميع المستويات الإنسانية والاقتصادية والصحية وغيرها, الأمر الذي هيأ للأمراض والأوبئة الانتشار بشكل واسع, لتخلف ضحايا إنسانية بأعداد من الصعب احصائها.

ضحايا العدوان على اليمن في هذا الجانب متعددة يأتي في أبرزها وأشدها معاناة المصابين بالفشل الكلوي, فالحرب التي تشنها السعودية وحلفها منذ ست سنوات انصرمت, كانت سببا في إصابة مواطنين بالفشل الكلوي كمحصلة طبيعية لصدمات الرعب الناجمة عن الانفجارات العنيفة لغارات طيران العدوان على المدن الآهلة بالسكان, بالإضافة للأوبئة التي انتشرت في البلاد مثل جائحة كورونا ومن قبلها جائحة الكوليرا التي حصدت حياة أكثر من 2 مليون إنسان.

 

 

لم تكن نادية الزبل تعاني من الفشل قبل العدوان لكن القنبلة الشهيرة التي ألقيت على جبل عطان في الشهر الاول من الحرب غيرت حياتها وجعلتها أحدى رواد قسم الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة بصنعاء أكبر مراكز الغسيل في البلاد حيث تقول إن حالة الخوف في ذلك عطلت لديها وظائف الكلى وأدى بطبيعة الحال لإصابتها بالفشل.

المتحدث بأسم وزارة الصحة السابق الدكتور يوسف الحضاري في تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للانباء " إن أعداد المصابين بالفشل الكلوي تزايد بشكل كبير خلال فترة العدوان ".


وأضاف الحاضري " ان الأسباب الارتفاع في عدد المصابين تعددت إما بالصدمات الخوف والهلع للمواطنين عند القصف العنيف للمدن الآهلة بالسكان وانعدام شبه كلي لمصادر المياه النظيفة ووانتشار بعض الاوبئة كالكوليرا الذي اصاب 2 مليون يمني نتج عنه حالات كثيرة بالفشل الكلوي كما أن السموم التي خلفتها الأسلحة المحرمة التي استخدمها العدوان ساهم بشكل ملحوظ في إضافة اعداد جديدة من المصابين بالفشل الكلوي.


من جهته  مشرف مركز غسيل الكلى في مستشفى الثورة العام بصنعاء والذي يعد الأكبر في البلاد" أكد فرضية تزايد حالات الإصابة خلال فترة الحرب ما أدى الى الضغط الكبير على المركز الأمر الذي دفع بالمعنيين الى تخفيض ساعات الغسيل الكلوي  الى ثلاث ساعات بينما تراجعت جلسات الغسيل الى جلستين في الأسبوع".

 إن ما أحدثه استهداف العدوان للمؤسسات الخدمية المختلفة والحصار الذي يفرضه على اليمن تسبب في انعدام المشتقات النفطية الأمر الذي يهدد أكثر من 1500 مستشفى ومركز صحي عام وخاص منها 15 مركز غسيل كلوي و400 بنك دم ومختبر في احصائية سابقة لوزارة الصحة اليمنية, كما أن مراكز الغسيل الكلوي الـ 15 على مستوى الجمهورية والتي يتردد عليها بشكل دائم ما يقارب 5200 مريض يعانون من الفشل الكلوي مهددة بالإغلاق نتيجة لمنع وصول المشتقات النفطية, ولم يتوقف أثر الحصار عند ذلك فحسب, بل أنه تسبب بمنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بشريحة مرضى الكلى, حيث أن زارع الكلى مثلًا يحتاج شهرياً لأدوية ضرورية تصل قيمتها إلى نحو 120 ألف ريال (200 دولار)، بما يعني أن زارعي الكلى لا يستطيعون شراء تلك الأدوية  لارتفاع أسعارها مقارنة بظروفهم المادية الصعبة، وتداعيات استمرار العدوان.

ورغم تدهور الخدمات الطبية التي يقدمها  يعمل قسم الغسيل  الكلوي هذا في مستشفى الثورة العام بصنعاء على مدى اربعة وعشرين ساعة  نتيجة التزايد الكبير لحالات الفشل الناجمة عن العدوان وحصاره.

المنظمات والمؤسسات المعنية بالجانب الصحي في اليمن سبق وأن وجهت نداءات استغاثة للأمم المتحدة, من أجل العمل على التخفيف من آثار هذه الكارثة الإنسانية الخطيرة, معتبرة أن العدوان لا يزال يسعى إلى تدمير القطاع الصحي ومنعه من تقديم الخدمات الطبية العاجلة  وهو ما يعتبر جريمة حرب.

هذا ويجدر الإشارة إلى أنه لا توجد احصائيات رسمية  تحصر عدد ضحايا الحرب بشكل دقيق سيما والبلاد تشهد حالة شلل شبه تام في مؤسسات الدولة نتيجة الحرب والحصار بينما يؤكد كثير من المراقبين زيادة كبيرة في عدد الضحايا على كل المستويات.
انتهى

 
 
 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة