3 نهج منذ احتلال فلسطين حتى الآن.. المقاومة هو النهج الذي أثبت جدواه

3 نهج منذ احتلال فلسطین حتى الآن.. المقاومة هو النهج الذی أثبت جدواه

نهج المقاومة و التصدي هو النهج الذي أثبت جدواه والذي انطلق منذ احتلال فلسطين وتحول بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران إلى نهج المقاومة والصمود في الساحتين الفلسطينية والإقليمية والذي رأينا نتائجه في عام 2000.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - محمد رضا شيباني - إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما هو حال جميع المسلمين والأحرار تعتبر فلسطين والقدس أرضاً مباركة وساحة صراع دائم بين الحق والباطل، فمنذ أن رفع إبراهيم عليه السلام راية الحق والتوحيد فيها وأجيال الأنبياء والصالحين والشهداء تتوارثها وتتداولها، محافظة علي هويتها وأصالتها، وكلما وقع اعتداء على أرض المقدس من قبل الغاصبين جاء من أهل الحق من يقشع عنها الظلام لتشرق من جديد بنور التوحيد.

القدس هي قلب الأرض المقدسة المباركة، أرض الأنبياء، محضن المسجد الأقصي، أولي القبلتين وثاني المسجدين بناء وثالث المساجد مكانة، أرض الإسراء وبوابة الأرض إلى السماء، سلمها واستقرارها وازدهارها دلالة علي صحة الأمة ومناعتها وقوتها، أما احتلالها من قبل أعدائها فدلالة علي ضعف الأمة وتخلفها وتشرذمها.

لقد وضع الإمام الخميني يوما عالميا للقدس لتحقيق عدة أهداف من بينها:

●    لفت أنظار المجتمع الدولي إلى اضطهاد الفلسطينيين والسلوك الإجرامي للصهاينة ضد شعب فلسطين المظلوم.

●    إرساء الأسس لتضامن المسلمين وشعوب العالم الحرة لدعم الحقوق القانونية والإنسانية للشعب الفلسطيني.

●    الإعلان عن وقوف إيران الثورية كدولة قوية في المنطقة إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية وعودة حقوق الشعب الفلسطيني إليها.

●    بث روح المقاومة في جسد كافة القوى والناشطين على الساحة الفلسطينية ودعوتهم لتركيز جهودهم تحت عنوان قوى المقاومة لتحرير فلسطين وإرساء دعم كامل وشامل لفلسطين ومن يقاوم من أجل تحريرها.

أما السؤال الذي يفرض نفسه في هذه الظروف الحساسة هو لماذا رغم كل محاولات التسوية من جهة، وكل التضحيات والصمود الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة من جهة أخرى، إلا أننا لا نزال نرى القدس وفلسطين تحت احتلال الصهاينة بعد سبعين عامًا؟ أين نقف في تاريخ فلسطين من ماضيها إلى مستقبلها من يوم احتلالها حتى أفق تحريرها؟ هل ظروفنا باتت صعبة في هذه المرحلة لدرجة أن تعوقنا عن تحقيقنا هدف تحرير فلسطين واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني؟ أم أننا نعيش في وضع لائق ومرضي؟ أعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدنا على المضي قدمًا في منتصف الطريق لتحرير القدس وفلسطين.

ضمن الإجابة عن هذه الأسئلة، سأذكر فقط بضع نقاط موجزة حول سلوك النهج الثلاثة منذ احتلال فلسطين حتى الآن:

أولاً: النهج الصهيوني: سياسة ثابتة نحو مزيد من الاحتلال. إذا نظرنا إلى الخطوات التي اتخذها الصهاينة منذ بداية تشكيل الكيان الصهيوني حتى الآن، فإننا نرى إصرار الصهاينة على استمرار سياسة الاحتلال و القمع، بداية من احتلال القدس مرورا  بالاعتداء على المسجد الأقصى وصولا الى تهويد البلدات القديمة و منطقة حوض المقدس و التوسع الاستيطاني و بناء الجدار العازل ومن ثم تهويد سكان القدس و فلسطين و تهجير المقدسيين بسحب حق الإقامة في القدس و هدم منازلهم و منع رخص البناء و الاعتداء على المقدسات و الأوقاف الإسلامية و المسيحية و أخيرا و ليس آخرا عدم السماح بإجراء انتخابات فلسطينية في القدس. 

ثانيًا: نهج المساومة: نهج بعض الفلسطينيين الذين يعتقدون أنهم من خلال المفاوضات يمكنهم إعادة حقوق شعبهم الفلسطيني. لذلك كان نهجهم هو الدخول في حوار ومفاوضات من أجل تحرير الأرض وسير نحو تنفيذ بنود اتفاقات متعددة بما فيها اتفاقية أسلو ومن ثم صفقة القرن وفتح الطريق أمام التطبيع وسباق بعض قادة الدول العربية بهذا الاتجاه. لم تكن إنجازات هذا النهج سوى تقديم المزيد من التنازلات للصهاينة. وصلت نتيجة المفاوضات إلى نقطة لم يبق فيها لخريطة فلسطين سوى جزر صغيرة متناثرة وللأسف آخر نتائج هذا النهج كان عدم سماح للمقدسيين من المشاركة في انتخابات فلسطين واعتراف السيد محمود عباس في الاجتماع الأخير للمجلس المركزي لحركة فتح بأن الصهاينة لا يسمحون للحكومة الفلسطينية بإجراء انتخابات في القدس. 

ثالثًا: نهج المقاومة و التصدي: هو النهج الذي أثبت جدواه والذي انطلق منذ احتلال فلسطين وتحول بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران إلى نهج المقاومة والصمود في الساحتين الفلسطينية والإقليمية والذي راينا نتائجه في عام 2000 حيث تم بفضله تحرير جنوب لبنان دون تفريط أي شيء في المقابل للصهاينة، و فرارهم من غزة و تحرير المنطقة و الخوف من إعادة احتلالها، وأيضا حرب تموز عام 2006 وهزيمة آلة الحرب الصهيونية التي لا تقهر، وإقامة توازن الرعب، واشتداد عود قوى المقاومة في غزة و مقدرتها على وضع شروط مسبقة لوقف إطلاق النار.

وفي هذا الإطار على قوى و مجموعات المقاومة التركيز على عدة نقاط حتى تستفيد من هذا النهج بنتائج أكثر إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني و نذكر منها:

أولاً: عدم الانحراف عن البوصلة والهدف الأساسي.

ثانيا: عدم الانخراط في قضايا فرعية تؤدي إلى انقسام وتشتيت محور المقاومة.

ثالثا: حصر وتركيز اهداف المقاومة على مواجهة السياسات الصهيونية وتحرير فلسطين.

رابعاً: المحافظة على وحدة الخط والتلاحم بين قوى المقاومة وتعزيزها.

خامسا: بذل جهد من أجل ارتقاء مستوى وعي الشعب و خاصة جيل الشباب عن مخططات الصهاينة المضادة لمشروع المقاومة و إنجازاتها في فلسطين و المنطقة.

بالنظر للظروف الراهنة في الساحة الفلسطينية وما يجري فيها من القمع والاحتلال، نحن ندين بشدة استمرارية سياسة قتل المدنيين و الأطفال الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال و ندعو إلى الإفراج الفوري عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، وعودة اللاجئين إلى وطنهم ورفع الحصار عن قطاع غزة.

إننا ندين سياسة الكيان الصهيوني لتهويد القدس وندعو المنظمات والمحافل الدولية إلى إدانة تصرفات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ووقف أعمال النظام الصهيوني العدوانية.

كما تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيام بعض الدول العربية بإقامة علاقات رسمية وتطبيع للعلاقات دون استشارة الفلسطينيين، وترى أن هذا النهج سيزيد من جرائم النظام الصهيوني في فلسطين.

ونعتقد أن سلوك النظام الصهيوني في زعزعة النظام والأمن في المنطقة، وانتهاك سيادة الحكومات الإقليمية، بما في ذلك سوريا ولبنان، هي تهديد واضح للمنطقة.

ونؤكد أن الدعم الكامل والمنهجي من قبل الولايات المتحدة لأعمال تتعارض مع القانون الدولي والمبادئ الأخلاقية والإنسانية للنظام الصهيوني يزيد من مشاكل القضية الفلسطينية.

لقد أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خطة من أربع نقاط لحل القضية الفلسطينية تم تسجيلها لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة. ووفقًا لهذه الخطة، فإن إجراء استفتاء وطني بين الفلسطينيين، والذي قبلته جميع الحكومات والأمم على أساس المبادئ الديمقراطية والقانون الدولي، يمكن أن يكون بديلاً جيدًا للخطط السابقة الفاشلة.

وفي الختام، نعتقد أن الكيان الصهيوني قد وصل إلى مأزق سياسي واجتماعي وأمني بأبعاد مختلفة ورغم كل المعاناة التي تواجه الشعب الفلسطيني فإن ابن القدس صامد في أرضه متمسك بها ومازال إصراره وثباته مصدر فخر واعتزاز لكل فلسطيني وعربي ومسلم بل لكل إنسان ينشد الحق والعدل والحرية.  غير أن هذا الصمود يجب أن يجد من يسانده ويدعمه ممن يقفون الى جانب فلسطين والقضية العادلة وضرورة أن يتجاوز الجميع لغة الشعارات والآمال إلى لغة البرامج والأفعال التي تنفذ على أرض الواقع.

إنها معركة الإرادات التي لا ينفع معها إلا حسن الإعداد ومزيد من العمل والصبر والتضحية والثبات.

* خبير في شؤون غرب أسيا

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة