ناشط سياسي أسترالي: نبحث عن عالم متعدد الأقطاب ما بعد أمريكا

ناشط سیاسی أسترالی: نبحث عن عالم متعدد الأقطاب ما بعد أمریکا

قال الناشط السياسي الأسترالي تيم أندرسون، قد حان الوقت للحديث عن عالم ما بعد أمريكا. فحتى الولايات المتحدة نفسها تدرك ذلك. نحن نبحث عن عالم متعدد الأقطاب، عالم يتكون من عدة تكتلات من القوى تكون مترابطة بين بعضها البعض.

في الفترة التي تسبق المؤتمر الدولي الثاني حول عالم ما بعد أمريكا ، أجرت أمانة مجلس تشخيص مصلحة النظام مقابلة مع الدكتور تيم أندرسون، وهو اقتصادي وناشط سياسي أسترالي، يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021. تدور هذه المقابلة حول أفول الولايات المتحدة وعالم ما بعد أمريكا.

وفي المقابلة قال الدكتور أندرسون: "بالتأكيد قد حان الوقت للحديث عن عالم ما بعد أمريكا. فحتى الولايات المتحدة نفسها تدرك ذلك. نحن نبحث عن عالم متعدد الأقطاب، عالم يتكون من عدة تكتلات من القوى تكون مترابطة بين بعضها البعض. التحدي القادم هو أننا بحاجة إلى لغة مشتركة حتى تتمكن المجموعات في آسيا وجنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية وحتى أوروبا من التخاطب مع بعضها البعض، نحن بحاجة إلى إيجاد لغة مشتركة، ثم إنشاء شبكات تعاون والقضاء على آليات الاستعمار.

أوضح د.أندرسون: "عادة ما يكون لدينا شبكات إقليمية وثقافية. فلدينا حركات في أمريكا اللاتينية، وعدد أكبر من السكان المسلمين في أجزاء من الشرق الأوسط، وكذلك هناك حركات القومية الأفريقية والعربية. وشهدنا تعاونًا عابرًا للقارات، كالتعاون بين إيران وفنزويلا، وبين إيران وكوبا. هذا النوع من العلاقات والروابط هام للغاية، إذ يُظهر القيم المشتركة، كما تظهر اللغة المشتركة في هذه الأشكال الجديدة للتعاون".

وأضاف: "كان هناك تعاون كبير بين فنزويلا وإيران، ومن الواضح أن التاريخ الثقافي لفنزويلا يختلف عن تاريخ إيران الثقافي. لكن هناك عقبة أمام التعاون ومعرفة القيم المشتركة بين البلدين. لذلك أعتقد بأن هذا الأمر هو مجال هام نحتاج التركيز عليه".

كما أشار: "كانت هناك حروب ضارية في غرب آسيا، وقد كانت في الواقع نتيجة لجهود الولايات المتحدة للسيطرة على عدة مناطق من العالم في أوراسيا، على الرغم من فشل الولايات المتحدة في تلك المناطق. لذلك، ومن أجل القضاء عليها، واستبدال وجودها، أعتقد أنه يجب أن تكون هناك روابط وثيقة، كما يجب أن يكون هناك تعاون على المستوى الإقليمي في غرب آسيا  ثم إنشاء روابط مع حركات مستقلة حول العالم. في غضون ذلك، تعتبر بعض الأشكال الجديدة من التعاون المالي مهمة أيضًا".

وبشأن انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، قال الدكتور أندرسون إن هذه المنظمة هو تكتل كبير وهام للغاية، وقادرة على تنشيط العلاقات التجارية ونأمل أن تسهل العلاقات المالية أيضاً. وهناك حديث عن تعاون استراتيجي وحتى عسكري في هذه الكتلة.

وفي إشارته إلى مجموعة بريكس ومجموعة سيلاك، قال د.أندرسون بأن هذه المجموعات هي الآليات التي يمكن للعالم من خلالها إخراج نفسه تدريجياً من الهيمنة أحادية القطب لنظام واشنطن. إن تشكيل كتل كمنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة سيلاك في أمريكا اللاتينية هي البداية لشبكة دولية قادرة على خلق أقطاب قوة جديدة يمكنها أن تضعف نظام واشنطن وتحل محلها. يجب كسر آليات الهيمنة الأمريكية. كما يجب أن تكون هناك آليات جديدة وتعاون أقوى وروابط أوثق في غرب آسيا.

وأضاف: "بالطبع هناك دول كبيرة ستلعب دورًا مهمًا. إيران هي أيضاً واحدة من هذه الدول. إيران هي أكبر دولة مستقلة في غرب آسيا. لكن هذا لا يعني أن إيران تريد أن تكون قوة استعمارية. لذلك يتوجب علينا التفريق بين القوى العظمى والقوى الاستعمارية".

وخلال حديثه قال الدكتور أندرسون: "إن تراجع الولايات المتحدة مستمر منذ عقود، على الأقل منذ منتصف الثمانينيات، وعلى الأرجح أنه قد بدأت مرحلة هذا الأفول قبل ذلك. الأفول جزء من تراجع قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ عمليات الهيمنة والحروب والتدخلات وحروب الدعاية البروباغندا وما إلى ذلك".

حروب الدعاية والبروباغندا، والقنوات الإعلامية الأمريكية لها دور هام أيضاً، فهذه القنوات جزء من الهيمنة، وهي في الواقع أدوات للسيطرة للتحكم والهيمنة على أفكار الناس، ومصدر معلوماتهم، وآرائهم ووجهات نظرهم، وغيرها. لا تزال الولايات المتحدة قوية في هذه المجالات، أما من الناحية السياسية فهي تعاني من تراجع وأفول منذ زمن.

وبالتالي، تشير قدرتها المتناقصة إلى ظهور فرص أمام قوى جديدة مثل الصين وروسيا وإيران للمضي قدمًا ولعب دور في تكوين تكتلات قوة جديدة؛ كتل القوى التي تريد تقويض وتقليل التأثير المشؤوم لواشنطن على العلاقات الدولية.

وفي الختام، صرّح د.أندرسون: "إن فكرة المجتمعات الأكبر والأكثر شمولاً حيث يمكن للأفراد أن يكون لهم دورًا في مجتمعهم هي فكرة مهمة جدًا. ولذلك فإن المشاركة والتعاون من السمات المهمة للغاية للعالم الجديد الذي نريده ".

سيتم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني " أفول أمريكا؛ العالم ما بعد أمريكا" من قبل كل من جامعة الإمام الحسين الشاملة، والأمانة العامة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، وبالتعاون مع الجامعة والمعاهد البحثية والذي سيعقد بتاريخ 2 نوفمبر 2021

لمزيد من المعلومات، يمكن للمهتمين والراغبين الرجوع إلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر: www.usdecline.ir والصفحات الافتراضية لأمانة المؤتمر على وسائل التواصل الاجتماعي على عنوان @usdecline.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة