سياسي باكستاني: عدم وجود أيديولوجية قوية هو نقطة ضعف الولايات المتحدة في المنطقة

سیاسی باکستانی: عدم وجود أیدیولوجیة قویة هو نقطة ضعف الولایات المتحدة فی المنطقة

أكد نائب الأمين العام لحزب الوحدة الإسلامية الباكستاني سيد ناصر عباس شيرازي، أن عدم وجود أيديولوجية قوية هو نقطة ضعف الولايات المتحدة في المنطقة.

وخلال اللقاء السابع ضمن سلسلة اللقاءات التحضيرية للمؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا، عالم ما بعد أمريكا"، بحث سيد ناصر عباس شيرازي، نائب الأمين العام لحزب الوحدة الإسلامية الباكستاني، محاور أفول أمريكا في شبه القارة الهندية.

وذكر بأن أن قضية انحدار الولايات المتحدة من أهم محاور العالم اليوم ومن الضروري دراسة هذه القضية في هذا الوقت تحديداً، وقال: "عندما ظهرت الولايات المتحدة كدولة مهيمنة، أرادت تحديد توجيه عالمي لجميع الدول الأخرى. كانت الرأسمالية الاقتصادية أهم خطوة للولايات المتحدة لحكم العالم بموجب توجيه اقتصادي واحد".

وتابع نائب الأمين العام لحزب الوحدة الإسلامية الباكستاني: "كما أن هناك قانوناً أمريكياً لمجالات أخرى من السياسة، إلى العسكرية والتكنولوجيا حيث يجب أن تستند إلى إرادة الولايات المتحدة، وعلى الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كان يحق لدولة ما أن تمتلك المعدات، العلوم والمعرفة، والتقنية أم لا".

مشيرًا إلى أن الوجود القوي للصين في المنطقة باعتباره تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة، يُظهر أنه تم إنشاء قوة إقليمية، وتابع السيد شيرازي: "الآن ترحب باكستان والهند وسوريا وإيران ودول أخرى بمشروع طريق الحرير، الذي أصبح تحديًا خطيرًا للوجود الأمريكي. الانتقام الشديد من الولايات المتحدة الذي أعقب استشهاد الحاج قاسم سليماني، سيتحقق بهزيمة فادحة وطرد الولايات المتحدة من المنطقة، وهو ما تم الاستعداد له الآن".

أمريكا وتحدي نماذج التقدم

وأشار شيرازي إلى أن الولايات المتحدة تحاول كسب التفوق العسكري في المنطقة من خلال النظام الصهيوني، وأضاف: "إذا وجهت ضربة لإسرائيل في المنطقة، فإنها بالتأكيد ستضر الولايات المتحدة أيضًا. بالإضافة إلى الهيمنة العسكرية، فهي تسعى للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط اقتصاديًا وثقافياً".

وأشار إلى أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران حطم معادلات التفوق الأمريكي في المنطقة، وقال: "عُرفت إيران كنموذج كنموذج قابل للتطور ليس في المجال العسكري فحسب، بل في المجالات الاقتصادية والثقافية أيضاً، وانتشرت هذه الرسالة الجادة خارج حدود إيران. كما تشعر الولايات المتحدة أيضًا بخطر جسيم يتمثل في أن بقية الدول الأخرى تحرز تقدمًا على الرغم من أنها ليست تحت الهيمنة الأمريكية".

أمريكا وغياب الأيديولوجيا

ووصف شيرازي الفراغ الأيديولوجي بأنه كان من أهم التحديات أخطرها التي واجهتها أمريكا. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كان بإمكانها السيطرة على المنطقة من خلال الاقتصاد والسياسة والتعليم، إلا أنه لم يكن لديها ما تقوله في مجال الأيديولوجيا، وقد كسرت إيران قوة الولايات المتحدة في هذا المجال من خلال تطوير أيديولوجية دينية. وبناءً على ذلك، أنشأت الولايات المتحدة ودعمت الجماعات الإرهابية في المنطقة لمواجهة هذه الأيديولوجيا. حيث سعت هذه الجماعات إلى التشكيك في هذه الأيديولوجيا الدينية الصحيحة وتمهيد الطريق للتفكك والحرب الأهلية وانعدام الأمن الإقليمي".

وبحسب هذا الباحث الدولي، فإن الولايات المتحدة تواجه الآن تحديًا خطيرًا لحفظ هيمنتها ليس في المنطقة فحسب بل وفي المجتمع الدولي أيضاً، وحتى الاتحاد الأوروبي بدأ يبتعد تدريجياً مع أفول الولايات المتحدة وانهيارها مقارنة بالدول الأخرى مثل الصين.

وجود المنافسين الإقليميين والدوليين  

وأشار شيرازي إلى الانكماش الاقتصادي وظهور منافسين تجاريين أقوياء كمجال آخر لتراجع النفوذ الأمريكي في شبه القارة الهندية، وأضاف: "يمكن للدول الإقليمية أن تمنع الوجود الاقتصادي للولايات المتحدة من خلال تعزيز التعاون وزيادة التنسيق؛ يمكن أن تكون الصين بديلاً جادًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط من خلال تطوير طريق الحرير، الأمر الذي يتطلب التخطيط والتنسيق وإنشاء اتحاداً لذلك".

وفقًا لنائب الأمين العام لحزب الوحدة الإسلامية الباكستاني، فإنه مع هبوط الدولار، ستكون العملات البديلة وتبادل السلع بين الدول والتبادلات التجارية والاقتصادية بالعملة الإقليمية قابلاً للتنفيذ، كما يمكنها أن تحدد عملة موحدة من خلال إنشاء اتحاد. كما يمكن تطوير التنسيق والتعاون الاقتصادي عبر استخدام العملات الرقمية.

جدير بالذكر بأنه سيتم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا" في جامعة الإمام الحسين الشاملة (ع) والأمانة العامة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، بالتعاون مع الجامعة والمعاهد البحثية في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني.

ولمزيد من المعلومات، يمكن للمهتمين الرجوع إلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر على www.usdecline.ir والصفحات الافتراضية لأمانة المؤتمر على وسائل التواصل الاجتماعي على العنوان التالي  @usdecline

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة