محلل جيوسياسي: هناك مؤشرات واضحة على اقتراب القيادة الأمريكية من نهايتها

محلل جیوسیاسی: هناک مؤشرات واضحة على اقتراب القیادة الأمریکیة من نهایتها

أكد المحلل الجيوسياسي الدكتور ليونيد سافين، أن هناك مؤشرات واضحة على اقتراب القيادة الأمريكية من نهايتها.

وفي الاجتماع السادس لسلسلة اجتماعات المؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا"، الذي عقد في الأمانة العامة للمؤتمر وبموضوع "بداية عالم ذات أقطاب متعددة ونشوء نظريات غير غربية في العلاقات الدولية"، يعتقد الدكتور ليونيد سافين رئيس تحرير مجلة الشؤون الأوراسية بأن هناك مؤشرات واضحة على أن القيادة الأمريكية تقترب من نهايتها. فعلى سبيل المثال، في عام 2003، عندما غزت القوات الأمريكية العراق، عارضت العديد من الدول الأوروبية هذا التدخل بشدة. وقد جادل معظم المحللين البارعين بأن القيام بذلك سيكون بمثابة إعلان وفاة الهيمنة الأمريكية. وقال: "هناك العديد من الدلائل التي تشير على دمار القيادة الأمريكية، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي أيضاً".

وأشار: "تريد الدول الأوروبية الشريكة للولايات المتحدة في منظمة حلف شمال الأطلسي أن تكون مستقلة عن الولايات المتحدة". وأشار سافين إلى دول مثل الصين وروسيا وإيران، وكذلك بعض الدول الصغيرة والعديد من المنظمات غير الربحية التي تبث حياة جديدة في النظام العالمي وتنتقد بشدة الهيمنة والتأثير الأمريكي. وأضاف: "يتحدث الكثيرون عن البيئة وتغير المناخ ويعتقدون أن معظم التلوث يأتي من الولايات المتحدة".

وفي معرض حديثه، صرّح د.سافين: "هذا مجرد جانب واحد من تأثير أمريكا السلبي على العالم. يمكننا أيضاً التحدث عن هيمنة الدولار. كما نرى على سبيل المثال، تربط الصين وروسيا علاقات تجارية ثنائية، لكنهما لم يعودا يستخدمان الدولار. وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا وإيران، فلن تستخدمان الدولار بعد الآن في علاقاتهما الثنائية، كما لن يُستخدم الدولار في العقد الذي وقعته روسيا مع إيران. أعتقد بأن ذلك مهم جداً".

وقال بأن المكسيك ترغب بأن تكون أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة. المكسيك دولة لها حدود طويلة مع الولايات المتحدة وترغب بالتعاون أكثر مع كوبا، وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية. تميل المكسيك إلى إقامة علاقات أكثر مع الأرجنتين ومختلف دول أمريكا اللاتينية. وهذه علامة جيدة على أن الهيمنة الأمريكية تقترب من نهايتها، بينما نحن نبدأ نوعاً جديدًا من العلاقات الدولية.

كما أشار د.سافين: "أنا متأكد من أننا في مرحلة انتقالية. نرغب بعالم متعدد الأقطاب. وهذا أمر واضح جداً".

وذكر د.سافين: "من الناحية السياسية، الولايات المتحدة الآن ضعيفة للغاية. لكنهم ما زالوا أقوياء في الهيمنة العسكرية. إنها لا تزال قوية بسبب أدواتها المالية؛ على سبيل المثال، تقود الولايات المتحدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأنواع مختلفة من المنظمات المحلية والعاليمة. ومع ذلك، تريد المزيد من الدول الآن الاستقلال والحكم الذاتي. لذلك، عاجلاً أم آجلاً، سنرى نوعاً جديداً من العلاقات".

وأشار سافين إلى أن هناك وجهات نظر مختلفة حول المستقبل. على سبيل المثال، ووفقاً لنظرية توازن القوى، يجب أن يكون هناك جهة فاعلة أخرى لإعادة التوازن إلى الولايات المتحدة. لقد عرضت الصين استراتيجية مربحة للجانبين للعديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة. وقال: " تعتمد المسألة المذكورة أعلاه من وجهة أي نظرية علينا النظر إلى القضية، وعلينا أن نكون أكثر حذراً بشأن استخدام النظريات الغربية في العلاقات الدولية".

وأكد د.سافين: "العنصرية ، أوروبا الوسطى، فكرة الهيمنة والتفوق، الاستعمار وكل ما يأتي من وجهة نظر أوروبية، حتى فكرة حقوق الإنسان مبنية على النظريات الغربية. لذلك علينا أن نتحدث عن نهج جديد. يجب علينا العمل مع جيراننا وصياغة نظرياتنا الخاصة للعلاقات الدولية؛ لأن نظرياتنا ستكون متجذرة في تقاليدنا ووجهات نظرنا. قد يكون هذا صعباً في البداية، لكن يجب علينا القيام بذلك لتجنب التهديدات التي تشكله النظريات والاستراتيجيات الغربية".

وأضاف: بالطبع لدينا الأمم المتحدة، التي تعد حالياً أهم منظمة دولية في العالم، ولكن لا يزال يتعين علينا إعادة تنظيم هذا النوع من المنظمات لأن الجهات الفاعلة الغربية تستخدم هذه المنظمات فقط لمصالحها الخاصة. وإذا أردنا اللجوء إلى هذه المنظمة، لن نكون قادرين على حل العديد من مشاكلنا الخطيرة. فيما يتعلق بالنظام الجديد، يتعين علينا إطلاق أنواع جديدة من النقابات والمنظمات والائتلافات وما إلى ذلك. على سبيل المثال، يعد انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون خطوة جيدة للغاية، ويمكن لإيران أيضاً أن تصبح عضواً في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. لدينا أيضاً مجموعة بريكس ويمكننا فعل الشيء نفسه في أوراسيا. يتوجب علينا فقط اتخاذ الإجراءات واتخاذ الخطوة الأولى".

وحول أهمية العلاقات الإيرانية الروسية، أوضح د. سافين أن إيران يجب أن تقيم علاقات وثيقة مع الاتحاد الروسي في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والسياسة والعسكرية. وأضاف أن "كان لدى إيران علاقة جيدة مع روسيا، لكنني أعتقد أنه لأسباب استراتيجية وأمنية نحتاج إلى العمل معاً أكثر، خاصة لإنشاء ممر استراتيجي بين إيران وروسيا. وأضاف: "بالطبع إيران لاعب قوي في المنطقة ودورها مهم جداً لموسكو".

وأشار: "يجب أن نكون يقظين بشأن بعض الإجراءات التي تقوم بها القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية وحتى بعض الجماعات في المنطقة، مثل ما نشهده الآن، أعني التوتر بين جمهورية إيران الإسلامية وأذربيجان. إذا أردنا أن نتعاون أكثر، يجب أن نكون أكثر استعداداً لمواجهة أي تحديات تواجه إيران وروسيا. وبالطبع، فرضت الولايات المتحدة عقوبات علينا ونحن (روسيا) مدرجون في قائمة "التهديد الأكبر" للولايات المتحدة ".

ووصف منظمة شانغهاي للتعاون بأنها نوع جديد من الأمن في المنطقة، معتقداً أن أوراسيا هي أهم وأقوى قارة في العالم، وشدد: "لذلك علينا أن نفكر في أمن منطقة أوراسيا. والتواصل مع بعض الفاعلين الذين ليسوا أعضاء في هذه المنظمة. ربما سنحاول حتى إدخال تركيا إلى الميدان. لأن هذا البلد لاعب مهم في الشرق الأوسط. نحتاج إلى إنشاء المزيد من منصات التعاون الإقليمي، على سبيل المثال، للتحدث عن الأمن والتعليم والأمن الرقمي، والتي ستكون مهمة جداً الآن وفي المستقبل، وكذلك التعاون والمشاركة في تنفيذ مشاريع إقليمية كبيرة ومهمة للغاية".

واختتم حديثه قائلاً: "أعتقد أننا يجب أولاً أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نعرف ما نريده من النظام العالمي الجديد. لأنه في كثير من الحالات، نقوم فقط بنسخ ولصق المواقف والسلوكيات الغربية ونحاول أن نكون مثل الولايات المتحدة، على سبيل المثال. بالطبع، نحن أناس من بلدان مختلفة ولدينا عقليات مختلفة، ولدينا وجهات نظرنا وآرائنا حول النظام العالمي الجديد. نحن بحاجة إلى معرفة ما نريده حقاً من النظام العالمي الجديد؛ وعلينا أن نجد طريقة في هذا النظام العالمي الجديد حتى نتمكن من أن نكون أحد أقوى الأقطاب في العالم، وبالطبع أنا لا أعني القطب المهيمن أبداً".

وسيتم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا" في جامعة الإمام الحسين (ع) الشاملة والأمانة العامة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، بالتعاون مع الجامعة والمعاهد البحثية في 2 نوفمبر.

ولمزيد من المعلومات، يمكن للمهتمين الرجوع إلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر على www.usdecline.ir والصفحات الافتراضية لأمانة المؤتمر على وسائل التواصل الاجتماعي على العنوان التالي usdecline@ .

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة