مؤرخ روسي: الإمبراطورية الأمريكية سوف تنتهي قريباً

وفي مقابلة مع الأمانة العامة للمؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا" قال المؤرخ والمحلل والمؤلف المتخصص في الشؤون الروسية الدكتور ماركوس بابادوبولوس: "من المؤكد أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مأزقاً خطيراً. في الثمانين عاماً الماضية ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، شهدت الولايات المتحدة ركوداً في مراحل مختلفة. إذ يعاني الشعب الأمريكي من مشاكل خطيرة، خاصة بالنظر إلى حجم الأموال التي يدينون بها للعالم. على سبيل المثال، تدين الولايات المتحدة بدين كبير للصين، وأؤكد أنه في المستقبل المنظور، يمكن أن تصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم".

وأضاف: " لقد قامت الولايات المتحدة بغزو العراق بشكل قاسٍ وغير قانوني. والآن هم حريصون للغاية بشأن نفوذ إيران في العراق، وأنا معجب بنفوذ إيران داخل العراق".

وواصل بابادوبولوس حديثه قائلاً: "إذا أخذنا في الاعتبار أن كل ما حدث في الشرق الأوسط كان نتيجة التدخل العسكري والقانوني لروسيا في الحرب السورية، فإن القضية التي ستظهر ستكون التحالف غير الرسمي بين موسكو ودمشق وطهران، وهو ما يثير إعجابي مجدداً. إذ سيستمر التحالف في تحدي التفوق الأمريكي البريطاني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وأضاف: "كما أنه ونتيجة للتعاون بين إيران وروسيا لهزيمة تهديد الإرهاب الوهابي في سوريا، تم تأسيس شراكة استراتيجية بين موسكو وطهران. إن الشراكة الاستراتيجية بين إيران وموسكو رائعة. أما فيما يتعلق بقضية لبنان، يجب أن أقول بأنه لطالما كان للإيرانيين والروس نفوذ في لبنان".

وصرّح بابادوبولوس: "كما ذكرت في مقالي للمؤتمر، وكذلك في كتابي "الانتفاضة الروسية: عودة روسيا إلى السياسة العالمية"، بأنه عبر التدخل العسكري القانوني لإيران وروسيا في سوريا، لم يعد الأمر كما في الماضي، ليس هناك مجال للولايات المتحدة للمناورة في الشرق الأوسط. لذلك سيأتي اليوم الذي ستفقد فيه الولايات المتحدة التفوق الأمريكي في الشرق الأوسط، وسيتم إسكات صوت الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

وقال د.بابادوبولوس: " أعتقد أن الثقافة الأمريكية ثقافة فاسدة. فالمجتمع الأمريكي فاسد أخلاقياً. والحلم الأمريكي الذي لا أعتقد بأنه حلم بل هو كابوس. لكن الأمريكيين قاموا بترسيخه وإضفاء الطابع المؤسسي عليه وبوجود المسيحيين واليهود والهندوس والمسلمين والسيخ وسائر الشعوب الأخرى وبدياناتهم المختلفة، وبالتالي تمكنوا بسهولة من جعل المادية ترتكز على القيم الثقافية والددينية. وأعني القيم التقليدية والثقافية الحقيقية".

وأضاف: " لطالما ابتلي الأمريكيون بالانقسامات الاجتماعية. لا ننسى كيف دعمت حركة دعم الحياة السوداء رجلاً اسمه جورج فلويد. دخل هذا الجاني القاسي إلى شقة امرأة سوداء حامل وهددها بمسدس على بطنها؛ نحن نعرف العقوبة التي كانت تنتظره لو كان هذا المجرم في إيران، وهذا شيء أتفق معه تماماً. لقد رأينا مدى كره حركة حماية حياة السود للمسيحية، ورأينا كيف قامت بتدنيس العديد من الكنائس. وبالطبع، حركة حماية حياة السود لا تكره المسيحية فقط، ولكنها تكره كل الديانات، بما في ذلك الإسلام. وبالتالي، تسببت حركة حماية حياة السود في العديد من المشكلات الاجتماعية في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أصابت أمريكا بالشلل بالفقر وأنواع أخرى من الظلم الاجتماعي. أمريكا متدهورة من الناحية الأخلاقية".

وتنبأ د.ماركوس: "سيأتي اليوم الذي لن يكون هناك أي أثر للإمبراطورية الأمريكية. من كان يظن أن الإمبراطورية الرومانية ستنهار؟ من كان يظن أن إمبراطورية هابسبورغ ستنهار؟ من كان يظن أن سلالة رومانوف ستسقط؟ من كان يظن أن انهيار الإمبراطورية العثمانية كان ممكناً؟ وسيأتي اليوم الذي ستأفل فيه الإمبراطورية الأمريكية. وسيأتي اليوم الذي ستدخل فيه الإمبراطورية الأمريكية التاريخ وتكون من الماضي".

وأضاف: " أعتقد أنه من المحتمل أنه في أجزاء مختلفة من العالم اليوم، سنشهد تشكيلاً سيطيح بالإمبراطورية الأمريكية في نهاية المطاف. وأنا لا أنكر ذلك".

وفي ختام حديثه ذكر د. ماركوس بابادوبولوس: "إيران الآن عضو في منظمة شنغهاي للتعاون، وهو أمر هام للغاية. إن روسيا سعيدة للغاية برؤية شريكها الاستراتيجي قد انضم إلى المنظمة؛ كما يسر الصين أن ترى حليفها الاقتصادي والسياسي ينضم إلى المنظمة. وهذا يدل على أن العلاقة بين موسكو وطهران وبكين تنمو وتتوطد".

وسيتم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا" في جامعة الإمام الحسين (ع) الشاملة والأمانة العامة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، بالتعاون مع الجامعة والمعاهد البحثية في 2 نوفمبر.

ولمزيد من المعلومات، يمكن للمهتمين الرجوع إلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر على www.usdecline.ir والصفحات الافتراضية لأمانة المؤتمر على وسائل التواصل الاجتماعي على العنوان التالي usdecline@ .

/انتهى/