الحشد الشعبي، الاساس الفقهي، وضرورات البقاء امام تحديات الجيوبوليتك الدولي على العراق

الحشد الشعبی، الاساس الفقهی، وضرورات البقاء امام تحدیات الجیوبولیتک الدولی على العراق

تعتبر ظاهرة الحشد الشعبي العراقي من الظواهر الثورية الحديثة في القرن الواحد والعشرين, ولغرض تحليل هذه الظاهرة لا نحتاج الى تاريخ نقلي للوقوف عند اسبابها, وما هو الهدف من اعلانها لأننا من المعاصرين للإحداث التي استوجبتها, منذ الاحتلال الامريكي للعراق 2003 والى الان.

*سحر صادق عبد الحسين

تنبع اهمية هذه الظاهرة الثورية في انها تكونت على اساس فقهي كفتوى صدرت من مؤسسة تعتبر اكبر مرجعية عقائدية للمسلمين الشيعة في العالم , إلا وهي مرجعية النجف, من قبل المرجع السيد علي السيستاني, الحاصل على درجة ألاجتهاد الجامع للشروط, والملم بالوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يمر به العراق ومن خلال مرجعيته ومكانته ألفقهية, وما يتمتع به هذا الرمز من  دور في قيادة البيئة الاجتماعية العراقية, استطاع من تحشيد هذه البيئة للدفاع ضد خطر توجه نحو ارض العراق , عرف باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام [داعش], وهو تنظيم عقائدي ينتمي الى المدرسة الوهابية[ المذهب الوهابي] العقيدة المذهبية الرسمية للمملكة العربية السعودية.

تعتبر فتوى الجهاد الكفائي , فتوى جهادية ثورية , رافضة للوضع القائم الذي تمثل بسيادة منهج الوهابية, وابن تيمية, اعتبرت الجماعات التكفيرية هذا المنهج مصدرا للقيم الاخلاقية وانتهت الى جعله المطلق, فحللت القتل والحرق والذبح بديل عن تعاليم الدين الاسلامي ألسمحة والخلط المتعمد في اوجه استخدام مفهوم الدعوة الى الإسلام , وبين مفهوم استخدام القوة في الإسلام , ومحاولة اظهار اسبقية المفهوم الثاني واعتباره اولوية مطلقة تحركت من خلالها الجماعات الارهابية التكفيرية.

تعتبر مرحلة الصدمة التي مر بها العراق بعد الاحتلال الامريكي لهذا البلد , وتبلور كيانات لجماعات القاعدة كذراع مقاتل على نفس الارض , والتي اخذت منحا تراكميا ليعلن عن نفسه بمرحلة داعش , تأتي هذه الفتوى  لتنظم صفوف الشعب العراقي لاستيعاب هذه الصدمة التي رفعت بوجههم الاقصاء والتكفير,فتم وضع  كل اطياف الشعب العراقي من خلال هذه الفتوى امام مسؤولية رفض هذا الامر الواقع , وعدم الانقياد الى تبرير الوضع القائم تحت اي شعارات دينية , وإنما جعلت من مجموع الشعب العراقي يسير ضمن نواميس تكوينية للخلق والكون الا وهو الصراع بين الحق والباطل , فامتثل الشعب العراقي لصوت المرجعية , وهب لإحقاق الحق ورافضا للظلم والباطل , ليقاد الانسان وينهض بفطرته  نحو قوانين الوجود هذه.

العوامل التي تمخضت عن فتوى الجهاد الكفائي , وساهمت في اعادة الثقة للشعب العراقي بمسؤوليته امام مجتمعه بعد فترات مظلمة من حكم نظام دكتاتوري ,و فترة احتلال امريكي –دولي , عدة عوامل ابرزها: عملت فتوى الجهاد على انهاض ’’عملية الاحياء ألحضاري حيث وضعت هذه الفتوى الامة العراقية امام مسؤولياتها الكبرى لانها وجهتهم نحو معرفة الحق والاصطفاف الى جانبه , وتوظيف ما لديها من امكانيات وطاقات في خدمة هذا الحق , ومواجهة التحديات والثبات امام العدو والعمل الدءوب للحفاظ على مكتسبات هذا النهوض الحضاري في تفجير الطاقات الخلاقة في عملية البناء والتنمية.

  اذن مبدئيا, النواة التي تكون منها الحشد الشعبي , هم ابناء الشعب العراقي من مختلف الفئات الاجتماعية ومختلف دياناتهم ومذاهبهم, امتثالا لنداء الجهاد الكفائي التي القيت في خطبة خاصة, ونداء موجه من قبل السيد علي السيستاني , الى ابناء الشعب , القى هذا النداء   الشيخ عبد المهدي الكربلائي.

كان النداء لا يخلوا من مصارحة الشعب بالمخاطر التي يراد للعراق ان يواجهها, باعتبار انها مخاطر احاطت به , ووصفت بأنها اوضاع خطيرة جدا , وان هذا الخطر لا يستهدف مكون عراقي دون اخر, وانما مجاميع ارهابية تستهدف كل المحافظات العراقية , لذلك يتوجب على الشعب العراقي والقيادات السياسية , مسؤولية التصدي لهم.

ونستطيع ان نختصر هذه المرحلة منذ 2003-2014: احتلال امريكي , جمود تاريخي وضع فيه ألعراق والعودة الى منهج السلف , استحضار منهج وهابي تكفيري , وتكرار مشاهد حصد ارواح العراقين يوميا تحت عقيدة الاحتواءوالارض المحروقة من اطراف عديدة بالإضافة الى داعش.

وهنا تكمن اشكاليات عديدة, تتطلب الاجابة عليها, فمن خلال القاء الضوء على عبارة ان هناك خطرا محدقا بالعراق من خطاب المرجعية التي على اساسها تم اعلان الجهاد الكفائي.
الاشكاليات:

ما هي نوعية هذا الخطر الذي يحيط بالعراق؟ وكيف تأسس؟ ووفق اي منهج للقوة استند عليه  ليوجه تهديده للدولة ألعراقية؟.

اين يكمن دور المجتمع الدولي, الذي دخل العراق الى جانب الولايات المتحدة, فما هي نوعية الغطاء الدولي الذي توفر لامريكا في العراق, ولم يتوفر للجماعات الارهابية؟.

تحركت الولايات المتحدة, كبلد محتل للعراق , هل حصل على الشرعية القانونية؟ ام الشرعية الدولية؟ ومن ناحية اخرى تحركت القاعدة وداعش في ظل الاحتلال الامريكي للعراق, فهل حصلت هذه التنظيمات الارهابية على الشرعية القانونية لتتواجد في ارض توجد فيها كل دول العالم تقريبا , ام كان يكفيه حصوله على الشرعية العقائدية ليبرر تواجده معهم؟ فمن اين حصل على الشرعية هذه و من هي الجهة المغذية لهذه العقيدة؟.

وهنا اصبح من حقنا ان نتسأئل كيف حصل التوافق بين الاجندات القائمة على تقسيم ألعراق التي جاءت بها امريكا , وبين حركة داعش على الارض واعلان احتلاله لاراضي من العراق وسوريا , وهدد بإلغائهما, وبدأ فعليا  العمل على الغاء الدولة العراقية التي تعود الى موروث حضاري موغل في القدم, من خلال فتوى تكفير الشعب العراقي؟.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة