حزام الأسد لتسنيم: عام العدوان التاسع على اليمن سيكون مكلفا للأعداء

حزام الأسد لتسنیم: عام العدوان التاسع على الیمن سیکون مکلفا للأعداء

توالت الأيام والسنين و الشعب اليمني يسطر ملحمة اسطورية من الصمود الذي يدخل عامه التاسع أمام عدوان كان يمني النفس بتوجيه ضربة خاطفة تقضي على ثورتهم التي أنهت النفوذ الأمريكي والغربي وأدواتها العربية لكنه ارتطم بعزيمة اليمانيين وإباءهم فها هي الأيام تنقضي ومعها يزداد اليمني شموخا وصبرا وكبرياء.

ولأن الحدث أشبه بالمعجزة سنحاول تفسيره مع أحد القادة في أنصار الله عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور حزام الأسد لنناقش سر الثبات اليمني خلال السنوات الثمان الماضية وتطورات المشهد السياسي والعسكري.

تسنيم / نرحب بكم دكتور حزام في وكالة تسنيم .. بداية يدخل العام التاسع من الصمود اليمني في مواجهة العدوان وماتزال المعركة قائمة .. كيف تفسرون الصمود اليمني؟ وكيف تقرأ موقف دول العدوان بعد كل هذه المدة من الفشل؟ وهل نستطيع القول أنها توصلت الى قناعة بهزيمة مدوية سيما في ظل هذه الفترة التي تشهد حراكا سياسيا غير مسبوق مع هذه الدول؟

حزام الأسد: الصمود اليمني ينطلق من المظلومية التي وقعت على الشعب اليمني وبالتأكيد كان هذه المظلومية هي الدافع الرئيس التي حرك إرادة الإنسان اليمني في مواجهة الغزاة وهي في الحقيقة تعكس قيم ومبادئ هذا الشعب الذي يأبى الظيم ويأبى ويرفض الظلم ولا يقبل الخنوع ويحقق الاستقلال والسيادة والكرامة وبالتأكيد إن استمرارية العدوان والحصار والمعاناة والمأساة الإنسانية التي انعكست على المواطن رافقه إرادة صلبة وصمود قل نظيره برغم من الثمن المدفوع نتيجة لمآلات الحصار الاقتصادي والتجويع المتعمد وعزل اليمنيين من الاتصال بالعالم تعاطي اليمنيون بهذا الشكل مع العدوان طبيعيا لأن البديل المتاح كان الإذلال والخنوع والاستسلام والذي سيجلب على اليمن الشقاء والكلفة من الخسائر المادية والبشرية في حالة الخنوع أكبر بكثير من المواجهة وشواهد التاريخ على ذلك عديدة كاليابان وافغانستان والعراق وغيرها من الدول التي تمكنت أمريكا من احتلالها تلك البلدان.

لذلك كان الوعي اليمني مدركا لخطورة وثمن الخنوع فأنبرى إلى الجبهات مواجها ومحاربا ومتصديا لهذا العدوان الذي تتزعمه أمريكا بأدواتها في المنطقة وبإمكانيات لا تكاد تذكر مقارنة بإمكانيات الأعداء.

لذلك فالعدو استنفد كل الخيارات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية كل تلك الأوراق والشماعات تساقطت بداية من استعادة الشرعية وصولا الى الفزاعة الإيرانية التي كان خطاب العدوان يكرس بأن حربه جاءت لمنع التواجد الإيراني الا أنهم تعرضوا أمام العالم وهاهم اليوم يعيدون علاقاتهم بالجمهورية الإسلامية بإيران العلاقات التي كانت تحاول دول العدوان تكريسها على أنها تهمة وجريمة لتثبت الأيام أن الغاية من هذه الحرب تدمير البلاد واخضاع الشعب اليمني والسيطرة على مقدراته وقرار وسيادته.

تسنيم / مناقشات ومفاوضات مستمرة بينكم وبين الجانب السعودي تدور في عمان من سنة تقريبا إلى أين وصلت هذه المفاوضات؟ ولماذا تماطل دول العدوان من تنفيذ الاستحقاقات المتعلقة بالجانب الإنساني المتفق عليها بين الطرفين؟

حزام الأسد: الدور العماني مشكور ومحمود حيث يحظى بالثناء من قبل صنعاء والقوى الوطنية التي تواجهه العدوان .

الأخوة في السلطنة برهنوا من خلال مواقفهم على تمسكهم بحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وبذل المساعي الحميدة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني لا سيما في ما يتعلق بتسهيل دخول بعض السفن الى ميناء الحديدة بالإضافة الى رعايتها لإستمرارية المفاوضات نتمنى أن تسهم هذه المساعي الأخوة في السلطنة بتحقيق السلام العادل للشعب اليمني وإخراج قوى الاحتلال من كافة الأراضي اليمنية.

تسنيم / في الآونة الأخيرة حدث أختراق في مستوى التواصل بين الطرفين في بعض الملفات بحيث ذهب وفد يمني الى الرياض ووصل في المقابل وفد سعودي الى صنعاء .. كيف تعلقون على ذلك؟

حزام الأسد: أساسية أي تفاوض تفترض أن المفاوض يمتلك القرار حتى يتسنى له الأخذ والرد وحرية التحرك في اطار الممكن ضمن سقوف محددة سلفا ، وهذا بالنسبة للمفاوض الذي يمثل الطرف الآخر لا يمتلك القرار يقبل ببعض النقاط ويعود لينقلب عليها لأنه تابع ويخضع لرغبات عدة دول أمريكا والسعودية والامارات وعدة أطراف تتباين سياسيا وفكريا وغيرها على عكس المفاوض الوطني وبالتالي فإن أي اتفاق او تفاهامات أو نقاط التقاء يتوصل إليها الفريق العماني مع الأطراف الذي نأمل أن يكتب لها النجاح الا ان الدور الأمريكي يعرقل أي خطوات ايجابية، لذلك نرى استمرار التحشيد واستنفار القوى التكفيرية مستمرة والاشتباكات في اكثر من جبهة ما تزال كذلك مستمرة بالإضافة الى الحصار والخنق الاقتصادي الذي يطال كل اليمنين وهنا نحمل الدور الأمريكي كامل المسؤولية أي اخفاق الذي يراهن على اخضاع الشعب اليمني من خلال الضغط على السعودي أو الاماراتي والأدوات المحلية في افشال اي مسار تفاوضي لأنه يعتبر أن المعركة اليمنية معركته المؤجلة.

تسنيم / من وقت لآخر يخرج المجلس السياسي الأعلى على الشعب اليمني ببيانات تأكد على أن الهدنة لن تستمر في حال عدم التزام دول العدوان ببنودها.. ما مدى استعدادكم العسكري للعودة الى التصعيد؟ وما الذي سيختلف تصعيدكم القادم عن الفترة الماضية من العدوان؟

حزام الأسد: حاليا لا توجد هدنة متفق عليها في المرحلة الراهنة صحيح أن هناك تراجع في حجم العمليات العسكرية وتهدئات في بعض المحاور العسكرية إضافة الى توقف قصف بالطيران المسير والصواريخ البالستية مقابل توقف غارات طيران العدو ومع ذلك هناك معارك مستمرة في بعض الجبهات

أذن لا يمكن وصف الوضع التي عليه الجبهات بأن هناك هدنة بل هي تهدئة تفسح المجال للمساعي الطبية التي يقوم بها الأخوة العمانيون لا سيما على الجانب الإنساني ولذلك نجد أن القيادة السياسية في المجلس السياسي الأعلى يؤكد في كل بياناته أن الحق اليمني سينتزع بالقوة في حال رفض العدو الانصياع للحلول السياسية.

تسنيم / انتهى العام الثامن من العدوان.. وتقتحمون بمعية الشعب اليمني الصامد العام التاسع .. ما الرسائل التي توجهونها لدول العدوان الذي يبدو أنه يراهن على بعض التطورات الجديدة؟

حزام الأسد: الشعب اليمني بمختلف قواته العسكرية في حالة جهوزية والتحشيد مستمر والجبهات يتم رفدها لأي قرار تختاره القيادة في أي تصعيد قادم والكرة في ملعب واشنطن سواء مسار إحلال السلام أو العودة للتصعيد العسكري كونها تمتلك القرار تحريك دول العدوان السعودية والإمارات وأدواتهم من اليمنين.

لقد جرب العدو كل الخيارات المتاحة سواء العسكرية أو السياسية والاقتصادية وغيرها وفشلوا فليس لهم من خيار الا إيقاف العدوان وسحب قواتهم من اليمن ورفع أيديهم عن البلاد وأن يتركوا الشعب اليمني وشأنه ويقدموا الإعتذار للأبناء اليمن عدا ذلك من محاولات المراوغة وإعادة ترتيب الصفوف سينالهم أضعاف ما نالوه في الفترة السابقة فالسقف اليمني عال والخيارات كثيرة كما أكد السيد القائد بأن أي جولة صراع جديدة ستشمل مساحات ومناطق ستصيبه في مقتل.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة