خاص / تسنيم: البرجي: لا تجنيس للنازحين السوريين في لبنان

خاص / تسنیم: البرجی: لا تجنیس للنازحین السوریین فی لبنان

يشهد لبنان عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية موجة من اضطرابات حول عدة ملفات منها ملف النازحين السوريين وكثرت التساؤلات حول اتخاذ الحكومة اللبنانية قراراً يقضي بعودتهم إلى سوريا.

وأثارت الأقاويل حول إمكانية فتح باب التجنيس للاجئين السوريين في لبنان سخط الشارع اللبناني، فتلك الإشاعات تعني أن هناك تحولاً ديموغرافياً سيحصل في لبنان إن تم ذلك، فضلاً عن مماطلة المجتمع الدولي باتخاذ قرار يفضي بعودة اللاجئين إلى بلدهم الأمر الذي يوحي بوجود مصالح معينة يتبعها المجتمع الدولي.   

وفي لقاء خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء مع الكاتب والمحلل السياسي اللبناني "نبيه البرجي" حول ماهية الظروف التي هيئت لحل مشكلة اللاجئين السوريين وعودتهم إلى بلده، قال "البرجي": أولاً معظم النازحين السوريين في لبنان هم من مناطق محيطة بدمشق ودعني أقول هناك لمسة سياسية في هذه المسألة، حيث كان السيناريو يلحظ لإقامة أو بالأحرى تطويق دمشق بنقاط عسكرية ذات أبعاد لوجستية تمتد إلى مئات الكيلومترات مجهزة للإنقضاض في لحظةٍ ما على العاصمة، ولكن تمكن الجيش السوري من تقويض جميع النقاط المحيطة بدمشق، والتي كانت تتوخى الانقضاض عليها بلحظةٍ ما".

وتابع المحلل السياسي أن هناك لاجئون من "وادي بردى" ومن مناطق "حمص" وقرى "حماة"، إضافةً إلى قرى "القلمون" وهم موجودون في بعض المناطق اللبنانية، وكل هذه المناطق أخرجت منها الفصائل المسلحة وهناك إحصائات قامت بها إحدى الجهات اللبنانية، حيث تبين أن نحو 60 بالمئة على الأقل من النازحين السوريين أصبحت مناطقهم أمنة، مضيفاً أن هناك دراسة أخرى تشير إلى أن مابين 50 و75 بالمئة من المناطق السورية التي ينتمي إليها النازحون أصبحت آمنة ونظيفة وخالية من أي مظهر مسلح خارج نطاق الشرعية ويمكن العودة إليها.

وكشف "البرجي" أنه خلال احتجاز "الحريري" في السعودية كان هناك خطة تلحظ الاستعانة ببعض الفصائل الفلسطينية، لاسيما في مخيم عين الحلوة الشديد الحساسية على المستوى الجغرافي بالإضافة إلى محاولة تسليح خلايا أو جماعات بين النازحين.

وعن ضغط المجتمع الدولي لبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، نفى "البرجي" أن يكون لدى المجتمع الدولي ضمير سياسي أو ضمير أخلاقي، معتبراً أنه  حالة أو ظاهرة خرافية كما وصفها "نعوم تشومسكي" أحد كبار المفكرين الأمريكيين بأن "المجتمع الدولي حيوان خرافي، وهناك لعبة المصالح أو لعبة الأمم تتقابل مع القبائل في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "المجتمع الدولي يعتبر أن السيناريو المعد لتقويض الدولة في سورية لايزال ساري المفعول وعلى هذا الأساس يبدي من الناحية الانسانية أو الأخلاقية تخوفاً من انفجار المناطق التي يمكن أن يعود إليها النازحون، هذا بالإضافة إلى ملايين الشقق والمنازل المدمرة في سورية".

وبين الكاتب السياسي أن "المجتمع الدولي لازال يتهرب من عودة اللاجئين تحت تساؤلات لازال يطرحها بأنه إلى أين يمكن أن يعود جميع اللاجئين المتواجدين في لبنان وأين فرص العمل، قائلاً: "بهذا المنطق يتكلم المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة التي تقدم المساعدات على الأرض اللبنانية للمخيمات تستطيع أن تقدم المساعدات على الأرض السورية للنازحين سواء سكنوا بالمخيمات أوعادو إلى قراهم ومدنهم".

وحول إن كان هناك مخطط للحكومة اللبنانية لتنسيق عودة اللاجئين أوجدول زمني معين، اعتبر الكاتب السياسي أنه لا وجود لأي حس سياسي لدى الحكومة اللبنانية، قائلاً: "مع الأسف الشديد نحن في لبنان نفتقد أي حس استراتيجي لدى الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال حتى الأن، وليس هناك من تخطيط استراتيجي"، كاشفاً عن وجود خلاف بين أركان الحكم اللبناني حول التواصل مع الجانب الجانب السوري، مؤكداً أن الجميع ينصحون بالتواصل مع الحكومة السورية وعلى رأسهم الدول الأوربية وروسيا فضلاً عن حكومات عربية أخرى.

ويعدو ذلك، بحسب الكاتب، إلى الضغط الذي تمارسه السعودية على بعض القوى السياسية في لبنان من أجل عدم التواصل مع الجانب السوري، معتبراً أن الرجل الذي يقوم منفرداً بهذا الجهد ولديه فريق عمل وبيانات للنازحين وأماكن سكنهم والمناطق التي ينتمون إليها هو اللواء "عباس ابراهيم"، موضحاً أنه يعمل منفرداً من أجل بلورة خطة عمل بانورامية لعودة اللاجئين إلى بلدهم.

وفي معرض التسريبات التي شاعت في لبنان حول تجنيس الاجئين السوريين، اعتبر "البرجي" أن المسألة مبالغ فيها قائلاً: "عندما حدث تجنيس في عام 1994 كان هناك حوالي 200 ألف مجنس هذا يمكن أن يؤثر في التوازنات الديمغرافية والتوازنات الطائفية الشديدة الحساسية والهشاشة في لبنان، ولكن أن يتم تجنيس 300 شخص في لبنان فهذا لا يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على الخارطة ولا على التوازانات من أي نوع كانت. ويحق لرئيس الجمهورية التجنيس"، مبيناً أن الضجة القائمة حالياً حول خلفيات التجنيس وما إن كان هناك أناساً دفعوا أموالاً أو رشوات إلى بعض المسؤولين من أجل الحصول على الجنسية اللبنانية، ولكن من حيث المبدأ هذا العدد لا يغير في الأمر شيئاً.. لا يغير حتى من وضع حي من الأحياء بأي قرية في لبنان.

وعن إصرارالحكومة اللبنانية على عودة اللاجئين السوريين قبل الانتخابات الرئاسية السورية عام 2021  باعتبارهم المؤثر الأساسي لانتخاب منافس للرئيس الأسد.. نفى "البرجي" أن يكون هناك موقفاً لبنانياً حول هذا الموضوع قائلاً: نحن نعلم أنه عندما جرت الانتخابات الأخير للرئاسة السورية هناك عشرات الآلاف الذين تدفقوا إلى السفارة السورية للإدلاء باصواتهم والنظام الآن أكثر تماسكاً وأكثر قدرةً وسيطرةً على الأرض، ولكن هناك مخاوف من أنه إذا جرت الانتخابات الرئاسية فمن الممكن أن يتظاهر مئات اللآلاف من السوريين، ومن الممكن أن يحدث هذا صداماً  في الشارع اللبناني".

وتابع حديثه: "لا يمكن بأي حالة الحديث في عام 2018 عن عام 2021 والأمور تسير بسرعة دراماتيكية وهناك تطورات كبيرة إن كان على المسرح السوري أو على مسرح الشرق الأوسط وهذا الكلام هامشي جداً ولا علاقة له بالواقع، ولكن أي حكومة لبنانية لها وجهات مختلفة وإنما متناقضة بالنسبة لموضوع النازحين السوريين".

وأعاد "البرجي" إلى الأذهان لحظة توافد اللاجئين السوريين في لبنان للإدلاء بأصواتهم، وقال: "شهدنا الطوفان الشعبي في الانتخابات الماضية. بالنسبة للانتخابات وبالنسبة للنازحين الموجودين في مناطق لبنانية مختلفة، هناك من ينتمي إلى مناطق صديقة وحليفة للدولة السورية هناك آخرون ضد الحكومة.

 واعتبر أن الأمور لايمكن أن تكون بهذه البساطة لأن الانتخابات السورية ستتم في السفارة السورية ولن تتم في السفارة السعودية ولا في أي سفارةٍ أخرى وهذا له دلالة بأنه لا أحد يستطيع أن يؤثر على السوري عندما يذهب للانتخابات، والسوري في لبنان شعر بأهمية الدولة السورية وأهمية النظام القائم فيها، حسب قوله، مضيفاً بأنه بات يتوق إلى العودة عندما تتوفر الظروف، ولكن هناك من يضغط بطريقةٍ أو بأخرى من أجل عدم حل المشكلة من خلال نقل المساعدات من الأرض اللبنانية إلى الأرض السورية، وهذا ما يجعل معظم النازحين السوريين مطّرون للبقاء في لبنان للحصول على المساعدات باعتبار أن ظروف العمل في سورية ظروف معقدة وصعبة في الوقت الحاضر قبل الانطلاق في عملية إعادة الإعمار.

/انتهى/

أهم الأخبار ملف خاص
عناوين مختارة