أمين حطيط لـ "تسنيم": الدعم السوري والاحتضان الايراني للمقاومة كتب تاريخا جديدا للمنطقة

أمین حطیط لـ "تسنیم": الدعم السوری والاحتضان الایرانی للمقاومة کتب تاریخا جدیدا للمنطقة

اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط "ان تحرير لبنان عام 2000 هو نقطة مفصلية رئيسية لمسار الصراع مع العدو الصهيوني بين مرحلتين، مرحلة اسرائيل تفرض ما تشاء على لبنان قبل هذا التاريخ ومرحلة المقاومة تفرض ما تريد على "إسرائيل" بعد تحرير عام 2000.

وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء بمناسبة مرور 20 عاما على تحرير جنوب لبنان في عام 2000 على يد حزب الله، قال العميد أمين حطيط: منذ ان نشأت دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين اعتمدت استراتيجية تجاه العرب ودول المحيط، هذه الاستراتيجية تقوم على فرعين، الاول استعمال القوة المفرطة لتغيير البيئة الميدانية بشكل يناسبها والثاني دخول الانجاز العسكري الميداني بالسياسة، وتكريس النتائج رغم ما يقوم فيها من مجافاة للحق ورفض للحقوق، هكذا فعلت بعد وعد بلفور فبالتالي استراتيجية "اسرائيل" في اغتصاب الارض كانت استراتيجية مزدوجة، القوة الفارضة والسياسة المثبتة، هذا الامر حاولت "اسرائيل" ان تفرضه في لبنان فدخلت لبنان الى بيروت ثم برعاية من امريكا جاءت باتفاقية 17 ايار لتكرس نتائج هذا الاحتلال وتستبيح السيادة وتضع يدها بشكل مطلق على منطقة الجنوب ونهر الليطاني.

مشيرا الى ان "في ذلك الوقت، الحكومة اللبنانية اذعنت لاسرائيل لكن الشعب في جنوب لبنان بشكل خاص وشرائح شعبية وطنية بشكل عام رفضت هذا الواقع ونظمت مقاومة ضمن الاطار الممكن مستندة في ذلك الى دعم من سوريا ومن ايران فبالتالي الوضع في لبنان هو انتاج ارادة شعبية لبنانية واحتضان عربي انساني من سوريا ومن ايران".

ونوه الى ان "هذه الارادة رفضت القبول بالامر الواقع والخضوع وبدأت بعمل بسيط جدا ضد الاحتلال ضمن استراتيجية الازعاج اي بمجرد ان تزعج العدو ثم ارتقت الى استراتيجية الارهاب ثم ارتقت الى استراتيجية الكلفة ووصلت الى استراتيجية الثمن الباهظ.

واردف الخبير العسكري بالقول: عندما وصلت (المقاومة) الى الاستراتيجية الرابعة وضعت العدو امام خيارين اما ان يستمر بالاحتلال ويدفع الثمن الباهظ واما ان ينسحب مفتتحا استراتيجية جديدة له تختلف عن سابقتها، المقاومة بذكائها ادارت المواجهة بشكل ذكي جدا وكان الثمن الذي تفرضه على العدو يتصاعدا يوما فيوما الى ان وصل الى درجة عدم احتماله فخرج من الجنوب.

واضاف: بهذا الخروج افتتحت المقاومة عصرا جديدا هو التحرير النظيف من غير تفاوض ومن غير مكاسب للاحتلال ولذلك نسمي تحرير الجنوب التحرير النظيف البكر لانه لم يسبق في تاريخ المواجهة مع العدو الاسرائيلي بتحرير يشبهه هذا الامر الذي ابتدأ من شبه الصفر قبل 17 عام ووصل الى الزام العدو بالانسحاب وبات يشكل ظاهرة عسكرية واستراتيجية وشعبية وسياسية يبنى عليها، وبات يشكل نموذجا يحتذى به من قبل الشعوب المغلوبة على امرها.

لافتا الى ان "نحن نعتبر ان تحرير لبنان عام 2000 هو نقطة مفصلية رئيسية لمسار الصراع مع العدو الصهيوني بين مرحلتين، مرحلة "اسرائيل" تفرض ما تشاء على لبنان قبل هذا التاريخ ومرحلة المقاومة تفرض ما تريد على "إسرائيل" بعد تحرير عام 2000، حيث حاولت "اسرائيل" ان ترمم هذه الصورة في عام 2006 وتعود الى سابق عهدها لكن المقاومة صمدت وهزمت "اسرائيل" وكرست الظاهرة، لذلك نرى ان المقاومة بالشكل الذي ادارت فيه اعمالها بالدعم السوري والاحتضان الايراني للمقاومة كتبت تاريخا جديدا في المنطقة غير تاريخ الهزائم السابقة امام "إسرائيل"، وعليه نقول ان من يريد ان يحرر ارضه يستطيع اذا التمس الارادة وثابر على المواجهة، المقاومة فعلت ذلك وتكون الامكانية اعلى اذا توفر له ظهير الخارجي وهذا ما حصل للمقاومة في لبنان اذ انها امتلكت الارادة وثابرت على العمل ووجدت الظهير الداعم السوري والايراني ووصلت الى تحقيق ما تريد.

وفي رده على سؤال حول ان، هل بالامكان ان نقول ان الكيان الاسرائيلي وبعد اندحاره في عامي 2000 و2006 امام المقاومة بات يعترف بعجزة لفرض ارادته على حزب الله ولهذا انصرف عن الحديث في ما يخص التخلي عن سلاح المقاومة وأصبح يحاول مواجهة حزب الله من خلال ايدي تعمل له داخل لبنان، قال الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط: بعد العام 2006 علمت "اسرائيل" ان فكرة تجريد المقاومة من سلاحها هي فكرة عقيمة، و"اسرائيل" دائما تقول عنها انها العدو الذكي، عدو يدرس الواقع ويقدر الموقف تقديرا جيدا، لذلك "اسرائيل" استخلصت 3 عبر من حرب 2006. الاولى ان جيشها لا يستطيع مهما علا شأنه ان يتابع باستراتيجية الجيش الذي لا يقهر، الثانية عدو "اسرائيل" هو عدو شبحي لا تستطيع التقاطه ولا تجريده من السلاح والثالثة هي ان هذا العدو هو ذو عمق استراتيجي يستعصي على الاستئصال.

وختم بالقول: هذه حقائق فرضتها حرب 2006 لذلك "اسرائيل" انتقلت من استراتيجية الهجوم المطلقة الى استراتيجية عسكرية مركبة من هجوم ودفاع، و اعتمدت في استراتيجيتها هذه على الشق الداخلي وعلى العنصر الدولي من اجل محاسبة المقاومة بتجفيف مصادر قوتها و اشغالها في الملفات الداخلية، من عام 2006 و"اسرائيل" وامريكا تقودا حربا على المقاومة، تقوم على الحصار والتجفيف والحرب الاقتصادية والارهاب الاقتصادي وابتداع الفتن الداخلية من اجل محاسبة المقاومة، لكن المقاومة استطاعت ان تبدع استراتيجية دفاعية تواجه هذا النوع من الفتن ولهذا الان نستطيع ان نقول بعد 14 عام استطاعت المقاومة ان تتعاضد وان تثبت في مواجهة النوع الجديد من الحرب عليها.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة