باقري: ما نشهده في غزة اليوم إبادة جماعية وجريمة واضحة ضد الإنسانية


باقری: ما نشهده فی غزة الیوم إبادة جماعیة وجریمة واضحة ضد الإنسانیة

قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري إن ما نشهده في غزة اليوم هو إبادة جماعية واسعة النطاق وجريمة واضحة ضد الإنسانية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري، أجرى مقابلة خاصة مع قناة NHK الإخبارية خلال زيارته لليابان.

وقال في هذه المقابلة: إن ما نشهده في غزة اليوم هو إبادة جماعية واسعة النطاق وجريمة واضحة ضد الإنسانية. لم تهاجم إسرائيل أي أهداف عسكرية في غزة، لأنه لا توجد أهداف عسكرية في غزة. أهداف الصهاينة في غزة هي إما بيوت الناس أو الأماكن التعليمية، أو دور عبادة الناس أو المستشفيات. ولهذا السبب فإن عدداً كبيراً من القتلى هم من النساء والأطفال. وهذا يدل على أن أهداف الصهاينة هي شعب غزة فقط.

وقال نائب وزير الخارجية: إن شعب غزة يسعى إلى حماية وجوده وكرامته وهويته. إن سكان غزة يريدون أن يكون لهم الحق في تقرير مصيرهم. هم يمكنهم الصمود في وجه الحصار. يمكنهم تحمل مقتل أطفالهم؛ يتحملون قتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم؛ لكنهم لن يقبلوا بهيمنة الاحتلال الصهيوني على غزة.

وقال علي باقري: لقد فشل الأميركيون وفشلوا خلال حرب غزة. لقد دعموا المجرمين والمعتدين. يشكل الدعم الأمريكي للصهاينة عاملاً مهماً في مواصلة وتصعيد الجريمة في غزة. لا شك أن الأميركيين هم الشركاء الرئيسيون للصهاينة في حرب غزة.

وأضاف: في الشهرين الأخيرين تشكل تضامن عالمي، فمن جهة كانت جميع دول العالم، ومن الجهة الأخرى أمريكا وإسرائيل. الأميركيون يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان، لكن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل إبادة للوجود الإنساني. ولذلك، لم يعد بإمكان الأميركيين الادعاء بدعم حقوق الإنسان في أي مكان في العالم.

وأضاف نائب وزير الخارجية: نعتقد أن تحرك الحكومات المختلفة بما فيها الحكومة اليابانية لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الجريمة في غزة هو عمل صحيح ومنطقي لصالح السلم والأمن الدوليين. 

وأضاف: نؤكد أن الحكومات المختلفة، بما فيها الحكومة اليابانية، يمكنها وقف استمرار الجريمة الصهيونية ضد أهل غزة من خلال الضغط على أمريكا وإسرائيل. ومن بين هذه الإجراءات يمكن إعادة النظر في العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الإسرائيلي. والنقطة الأخرى هي حشد القدرات الدولية لتقديم المساعدات السريعة لسكان غزة الذين يعيشون تحت الحصار الكامل منذ 16 عاما.

وقال: عندما يحدث زلزال في دولة ما، ترسل جميع الدول المساعدات إلى الدولة المتضررة. يبنون مستشفيات مؤقتة وميدانية. لكن هذا ليس هو الحال في غزة. يسقط في هذه الأيام آلاف الجرحى والمصابين جراء القصف الهمجي للصهاينة ولا يملكون المكان المناسب والمعدات اللازمة للعلاج. لقد تم احتلال أو تدمير بعض المستشفيات القائمة من قبل الصهاينة.

وردا على سؤال الصحفي حول إمكانية تفاوض إيران مع إسرائيل لوقف الحرب، قال علي باقري: لا نعترف بإسرائيل ولا نعتبرها شرعية. ولكننا نتفاعل ونتواصل ونتشاور مع دول المنطقة والدول الإسلامية والدول المستقلة في العالم والمنظمات الدولية.

وأضاف: مبادرة اجتماع قادة الدول الإسلامية في الرياض ومبادرة قمة بريكس قدمها الرئيس الإيراني وتم انعقادهما. ويواصل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير خارجيتها باستمرار التشاور مع نظرائهما في مختلف البلدان.

وفي جانب آخر من حديثه بشأن احتجاز أنصار الله للسفينة اليابانية، قال نائب وزير الخارجية: إن الحكومة اليمنية تتخذ قراراتها بناء على مصالحها وسياساتها. لكن منذ بداية هذه الحادثة استخدمت إيران قدراتها لحل هذه القضية. وسوف نواصل هذه الجهود. لكن ما أعلنته الحكومة اليمنية هو أن الحكومة اليمنية ستمنع حركة السفن إلى موانئ الكيان الصهيوني طالما استمرت الجريمة الصهيونية في غزة.

وأشار علي باقري في كلمته إلى أن أيا من الخطط المقدمة حتى الآن لحل القضية الفلسطينية لم تنجح، وقال إن الحلقة المفقودة في هذا المسار هي عدم الاهتمام بالشعب الفلسطيني لتقرير مصيره. لماذا تكون الديمقراطية لشعوب إيران وأمريكا واليابان وليس لفلسطين؟! على العالم أن يستسلم مرة واحدة للشعب الفلسطيني ويسمح له اتخاذ قراراته بنفسه.

وقال في جانب من كلمته: نحن لم ننتهك خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن الحقيقة هي أن إيران لم تضع كل بيض تقدمها في سلة خطة العمل الشاملة المشتركة. اعتقد الأمريكيون أنهم سيجعلون شعبنا يركع من خلال الحصار. المهم أن الضغوط والعقوبات لم تمنعنا من المضي قدماً.

وكان نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري الذي زار طوكيو، قد شارك في اجتماع بحضور 70 خبيرا ومفكرا يابانيا في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وشرح نائب وزير الخارجية السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتطرق إلى الكلمات الثلاث الرئيسية: الحكمة والعزة والمنفعة، وقال: إن نقطة البداية في السياسة الخارجية الإيرانية هي الحكمة ونقطة النهاية ونتيجتها العزة.

ولدى شرح مفهوم الحكمة، قال: العدالة هي أهم ركائز الحكمة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، مما يعني أن كل فاعل في الساحة الدولية يتحمل المسؤولية بقدر امكاناته وله حق على مستوى قدرة.

إن التركيز على الحق في العلاقات الدولية سوف يحقق الاستقرار، وأي نموذج آخر غير التركيز على الحق لا يمكنه خلق نظام مستقر.

وأضاف: في الوضع الراهن، عندما يهيمن الأمريكيون على العالم بأحادية الجانب، فإنهم لا يسمحون بإقامة العدالة في العالم. من وجهة نظر إيران فإن «التركيز على الحق» كلمة مهمة جداً في أسس العلاقات الدولية، لكن الأميركيين لا يقبلون بهذا الأساس. إنهم يرون كل شيء من خلال نافذة مصالهم. ولذلك، لا يقبلون بأي حقوق لأي جهة فاعلة في الساحة الدولية، وهم ويعينون حصة الآخرين على أساس مصالحهم.

وأضاف: لقد أظهرت التجربة أن وجهة نظر أمريكا "المرتكزة على الحصة" في العلاقات الدولية لا يمكن أن تخلق استقرارا دائما، لكن وجهة نظر إيران "المرتكزة على الحق" في العلاقات الدولية تخلق نموذجًا للتعددية، الذي يمكن أن يحقق الاستقرار على الساحة الدولية.

وتابع نائب وزير الخارجية: هناك نقطة أخرى مهمة في السياسة الخارجية من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي "العزة". وهذا يعني أن كل لاعب في الساحة الدولية يشعر بأنه تمكن من أداء حقوقه ومواصلة حياته ونشاطه. العزة ترضي الأطراف الدولية، وهذا الرضا هو ضمانة الاستقرار. في حين أن التركيز على الحصة الذي يشكل نموذجا عن نظرة أمريكا تجاه الجهات الفاعلة الدولية الأخرى، لا تسعى إلى العزة فحسب، بل تتسبب أيضا في شعور الجهات الفاعلة بالإهانة، وهذه القضية تسبب عدم الاستقرار.

وأشار كذلك إلى عنصر مهم آخر في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: "المنفعة" ستساعد في تحقيق نظام مؤقت. وبعبارة أخرى، إذا لم يكن من الممكن تحقيق الهدف الأسمى في السياسة الخارجية، فلا بد من استخدام الأساليب والتكتيكات لخلق نظام أعلى. لذلك، من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لن نواجه أبدًا عدم وجود نظام.

وأكد نائب وزير الخارجية: هذه الكلمات الثلاث هي مفهوم عام وليست منفصلة عن بعضها البعض، وبالتالي فإن المنفعة التي لا تتمتع بالعزة والحكمة لا مكان لها في سياسة إيران الخارجية.

وفيما يتعلق بأهمية التعددية، قال الدكتور علي باقري: إن النمو السريع لخطاب التعددية على الساحة الدولية يظهر أن الجهات الفاعلة أدركت أن الأحادية ليست حلاً مستداماً. إن التعددية قادرة على تلبية احتياجات مهمة؛ وهي أكثر توافقاً مع العدالة؛ فهي تعطي المسؤولية لكل فاعل على أساس قدرته؛ تمنح حقوق كل فاعل؛ وتحقق رضاه. وبالتالي، يمكن أن تخلق استقرارا مستداماً ونظاما طويل الأمد في العالم.

وقال: اليوم يدفع نساء وأطفال ومشردو غزة ثمناً باهظاً نتيجة النظام الذي فرضته أمريكا في المنطقة، وبالتأكيد لن يسمحوا باستدامة هذا النظام المفروض، فالحل هو ألا تتبع الجهات الفاعلة الدولية المنصفة النظام الذي فرضته أمريكا.

وردا على سؤال أحد الخبراء بشأن تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية، قال نائب وزير الخارجية: إن عملية إعادة العلاقات الإيرانية السعودية قامت على العزة والحكمة. لقد أزلنا بكل بساطة العوائق التي تواجه العلاقات بين البلدين. والنقطة المهمة في مسألة إحياء العلاقات هي أن وسيط هذه العلاقات هو أحد العناصر الأساسية في التعددية.

ورداً على سؤال أحد المفكرين حول توقعات إيران من اليابان، قال: في رأينا يمكن لليابان أن تلعب دوراً مهماً في منع الرواية الأميركية من أن تسود. يسعى جميع مستهلكي الطاقة الرئيسيين في جميع أنحاء العالم إلى تنويع مصادر الطاقة الخاصة بهم، لكن اليابان لا تتصرف بهذه الطريقة وقد حصرت محفظتها من إمدادات الطاقة على عدد قليل من المصادر.

وردا على سؤال آخر حول مدى فعالية العقوبات الأميركية، قال: العقوبات الأميركية فرضت الكثير من التكلفة والمشقة على شعبنا، لكنها لم تستطع أن تأخذ منا التقدم. وطبعا هذا لا يعني أننا نرحب بالحصار، لكنه يعني أن الحصار لا يجعلنا نستسلم. لقد نمت الشركات القائمة على المعرفة والشركات الناشئة بشكل هائل خلال السنوات القليلة الماضية وتلعب الآن دورًا مهمًا للغاية في اقتصادنا. النقطة المهمة في ثقافة الثورة، والتي توجد أيضًا في مسار المقاومة، هي "الايمان بالذات". الإيمان بالذات متجذر في الفكر الإيراني القائم على "الإيمان بالله".

وردا على سؤال آخر حول المقاومة قال: إن محور المقاومة حقيقة في المنطقة، وهو عامل الاستقرار والسلام والهدوء. وكان محور المقاومة العامل الأساسي في الحرب ضد الإرهاب التكفيري وداعش. لا يمكن القضاء على هذا المحور، لأنه جزء من الجهد المهم الذي تبذله شعوب دول المنطقة للحفاظ على هويتها ووجودها.

وفي الختام قال نائب وزير الخارجية: إيران واليابان دولتان مهمتان في غرب وشرق آسيا. وتقع على عاتقنا مسؤولية تعزيز مكانة آسيا على الساحة الدولية. تتمتع هاتان الدولتان العظيمتان إيران واليابان بجذور حضارية عميقة وكبيرة. إننا نعتبر التفاعل بين إيران واليابان ليس فقط لصالح البلدين، بل أيضا لصالح السلام والاستقرار الدوليين.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة